بقلم: الدكتور أسامة العمير، عميد كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت
يؤدي قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات دوراً أساسياً في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في الكويت، حيث تهدف البلاد من خلال رؤية 2035 إلى تعزيز قدراتها التنافسية على المستوى الدولي. ومن خلال تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ستتمكن الكويت من تحقيق أهدافها من أجل بناء مستقبل مزدهر. ولذلك، يجب أن نستثمر في المواهب التقنية من خلال إعداد الجيل القادم من قادة التكنولوجيا في البلاد للمساهمة في تلبية الاحتياجات الاجتماعية المتزايدة.
وتبلغ نسبة الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 34 عاماً 70% من سكان الكويت، حيث نشأ هؤلاء الشباب في ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا وبالتالي فهم يدركون أهمية التحول الرقمي والقدرة على استخدام التقنيات الحديثة من أجل دفع عجلة الابتكار التقني في البلاد.
ويجب أن نوفر للشباب الوسائل التعليمية اللازمة لتعزيز قدراتهم التقنية بما في ذلك التعليم الجيد الذي يوفره الخبراء والمتخصصون بالإضافة إلى تمكينهم من بناء العلاقات مع قادة التكنولوجيا على المستوى العالمي وتوفير التدريب العملي لهم.
وتركز جامعة الكويت على توفير أفضل مستويات التعليم، حيث التزمت الجامعة بتوفير بيئة ملائمة للطلاب من أجل مواصلة التدريب على التخصصات التي يرغبون فيها من خلال التعليم الإضافي. وساهمت كلية الهندسة والبترول في تمكين العديد من الطلاب الكويتيين من دخول سوق العمل في القطاعات المزدهرة في البلاد. ووفرنا من خلال مناهجنا التدريب على أحدث تقنيات المعلومات والاتصالات من أجل بناء الأساس المتين لتنمية المواهب وتعزيز قدراتهم للمساهمة في تحقيق التحول الرقمي في الكويت.
ويجب علينا اتباع نهج تعاوني لتوفير أعلى مستويات التعليم ليس في المجال التقني فحسب بل في مختلف التخصصات. ولذلك، ينبغي أن نتعاون معاً على توفير التعليم للشباب في التخصصات التقنية. وتتعاون جامعة الكويت – على سبيل المثال – مع شركة هواوي الرائدة عالمياً في تقنية المعلومات والاتصالات والابتكار التقني على تنظيم برامج التدريب على تقنية المعلومات والاتصالات. كما أسسنا بالتعاون مع هواوي أكاديمية ومختبراً لتقنية المعلومات والاتصالات في عام 2021 من أجل تنمية النظام الإيكولوجي للمواهب التقنية وتطوير القطاع التقني في الكويت.
وتوفر المبادرة لطلابنا التدريب على أحدث التقنيات الرقمية من خلال برنامج أكاديمية الشبكات المعتمد من هواوي والذي يُعرف باسم (HAINA). ويركز البرنامج على الذكاء الاصطناعي ومرافق مراكز البيانات والخدمات السحابية، وهي التقنيات الأساسية التي ستسهم في دفع عجلة التحول الرقمي في الكويت وتوفير الأساس المتين لتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات.
وعلى الرغم من أهمية التعليم في الصفوف الدراسية، توفر برامج التدريب الداخلي للطلاب تجربة مهمة للغاية إذ لا يوجد بديل للتدريب في مكان العمل حتى في أحدث المختبرات التقنية وبمشاركة أفضل الأساتذة. ويوفر التدريب الداخلي في مكان العمل التدريب العملي للطلاب من خلال المشاركة في تنفيذ المهام ومواجهة التحديات على أرض الواقع، مما يسهم في تنمية قدراتهم العملية وإعداد الجيل الجديد من قادة التكنولوجيا في البلاد.
ومن خلال التعاون مع شركة رائدة على المستوى العالمي مثل هواوي، يمكننا توفير التدريب الداخلي للطلاب مما يتيح لهم التعرف على أفضل الممارسات التقنية على يد خبراء التكنولوجيا والمبتكرين وقادة تقنية المعلومات والاتصالات على المستوى العالمي. ويسهم هذا النهج في تنمية مهارات الطلاب والتي لا تقتصر على المهارات الأساسية لتقنية المعلومات والاتصالات بما فيها حل المشاكل في الوقت الفعلي والاتصال والتواصل مع زملائهم وتحسين مهاراتهم القيادية والعملية. ولا يمكن تعلّم هذه المهارات إلا في مكان العمل – وهي من المقومات الأساسية لتمكين الشباب من المساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية.
ويتطلب تحقيق التحول الرقمي في الكويت وبناء مستقبل مستدام بالاعتماد على تقنية المعلومات والاتصالات إعداد الشباب الموهوبين الذين يتمتعون بالمهارات اللازمة. ولذلك، يجب تعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين جميع دول العالم ليس من أجل الاتفاق على القضايا الأساسية فحسب، بل من أجل بناء مجتمع متماسك وقائم على الابتكار. كما أن التعاون على تنمية المواهب الكويتية من المقومات الأساسية لدفع عجلة التنمية في البلاد، حيث تركز جامعة الكويت على المساهمة في تحقيق التحول الرقمي بما يتماشى مع الرؤى الوطنية والخطط التنموية للبلاد.