صادق مجلس الدوما الروسي، اليوم الاثنين، على اتفاقيات انضمام جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين ومقاطعتي خيرسون وزابوريجيا إلى روسيا، في خطوة لم يعترف بها أغلب المجتمع الدولي.
وفي حين أنه تم انتقاد ضم تلك الأراضي ووصف بأنه خرق للقانون الدولي في مختلف أنحاء العالم، صوّت أكثر من 400 نائب بالإجماع في صالح أن تصبح المناطق جزءا من الاتحاد الروسي.
واتهم سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الذي كان حاضرا كضيف في مجلس الدوما، الولايات المتحدة بالتحرك ضد بلاده تماما كما حاول الديكتاتور النازي أدولف هتلر فيما مضي التحرك ضد الاتحاد السوفيتي.
وقال لافروف: “لقد أخضعت الولايات المتحدة الدول الغربية جميعها، وحشدتها لتجعل من أوكرانيا أداة للحرب ضد روسيا، وهذا ما حدث تماما عندما حشد هتلر معظم الدول الأوروبية لغزو الاتحاد السوفيتي”.
من جانبه، قال بافيل كراشينينيكوف، رئيس اللجنة القانونية في مجلس الدوما، إن “القوانين تعزز بشكل كامل الضمانات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية للأشخاص الذين يعيشون في تلك الأراضي، وإنشاء منظومة لتوفير الحماية القانونية للمواطنين”، وفقا لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية.
ووفقا للتقرير، “يتم منح الجنسية الروسية لجميع سكان المناطق المحتلة الذين يتقدمون بطلب للحصول على جواز سفر ويؤدون اليمين بموجب دستور البلاد، ويترتب على ذلك حصولهم على مدفوعات التقاعد والرعاية الصحية”.
كما من المقرر اعتماد الروبل الروسي كعملة رسمية؛ ولكن من الممكن للسكان هناك التعامل بعملة الهريفنيا الأوكرانية حتى نهاية العام. وسيتم إنشاء هيئات إدارية جديدة هناك بحلول الأول من يونيو 2023.
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي غزت قواته أوكرانيا في فبراير، على اتفاقيات مع قادة هذه المناطق بشأن ضمها إلى روسيا. وتعتبر موافقة مماثلة من جانب المجلس الاتحادي –الغرفة العليا- أمرا شكليا.
وشملت الإدانات الدولية، في الأيام الأخيرة، دولا أوروبية عديدة؛ من ضمنها إيطاليا وألمانيا والتشيك وبولندا وليتوانيا وبلجيكا، لاسيما استدعاء تلك الدول للسفراء الروس لإدانة الضم الروسي غير القانوني لأراضي أوكرانيا.
كما وقع الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق من اليوم الاثنين، مذكرة تفاهم بشأن دعم أوكرانيا بـ5 مليارات أورو (4,9 مليارات دولار) من المساعدات المالية.
وقالت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، إن بلادها تدرك جيدا أن تهديد بوتين بالحرب النووية قد يكون حقيقيا؛ لكن برلين لن تسمح لموسكو بابتزازها.
وفي مقابلة مع صحيفة (نويه اوسنه بروكر تسايتونج) الألمانية، قالت بيربوك: “نحن نأخذ كلمات الرئيس الروسي على محمل الجد، وأي شيء آخر سأتجاهله”.
في غضون ذلك واصلت القوات الأوكرانية إحراز المزيد من النجاحات، مع استمرارها في شن الهجمات المضادة ومواصلة التقدم ضد الغزاة الروس في شرق وجنوب البلاد.
وكتب متحدث عسكري باسم الانفصاليين في منطقة لوهانسك الواقعة تحت السيطرة الروسية، اليوم، عبر تطبيق “تليغرام” أن الجنود الأوكرانيين تمكنوا بالفعل من تثبيت أقدامهم بالقرب من مدينة ليسيتشانسك؛ ولكنه أشار أيضا إلى أن الوحدات الأوكرانية تتعرض للقصف المستمر من جانب الجيش الروسي.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أكد، في وقت سابق، تقدم القوات الأوكرانية في جنوب منطقة خيرسون، وتمكنها من استعادة السيطرة على مدينتي أرخانيلسك وميروليوبيفكا.
ولمواجهة الصمود الأوكراني المستميت، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التعبئة الجزئية للقوات الروسية؛ ولكن تأثر قرار التعبئة بمشاكل تنظيمية وانعدام الحماس بين المجندين المحتملين.
وقال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، الموالي لبوتين، إنه يريد إرسال ثلاثة من أبنائه القاصرين للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا.
وأضاف قديروف أن أبناءه – الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاما – على أهبة الاستعداد لاختبار المهارات القتالية التي تدربوا عليها في العملية العسكرية الروسية الخاصة الحالية في أوكرانيا.
وكتب الرئيس الشيشاني على تليغرام: “أنا لا أمزح.. سيتم إرسالهم قريبا إلى الصفوف الأمامية، وسيكونون في أصعب المناطق بخط التماس”.
كما نشر قديروف مقطع فيديو يظهر أبناءه وهم يمارسون التدريب على إصابة الأهداف.
ومن المقرر تجنيد ما لا يقل عن 300 ألف من جنود الاحتياط من جميع أنحاء روسيا للقتال في الأراضي الأوكرانية المحتلة. وفي الوقت نفسه، فر مئات الآلاف من الروس إلى الخارج لتجنب إرسالهم إلى الخدمة العسكرية.
المصدر: وكالات