ما بين عراقة سور الإسكندرية القديم الذى يعود لعصور تاريخية قديمة، منذ مئات السنين، والعصر الحديث الذى نعيشه الآن، تعرض سور الإسكندرية لمراحل عديدة، وحروب تاريخية وفتوح إسلامية، أثرت عليه وهدمت أجزاء كبيرة منه، ولا يزال يوجد منه عدة أجزاء تعد من الملامح التاريخية المهمة الذي عرفت بها إسكندرية التاريخية القديمة.
سور الإسكندرية في العصر البطلمي
الدكتور عبد العزيز الفضالي، أستاذ مساعد التاريخ بجامعة مطروح، قال لـ«الوطن»، كان سور الإسكندرية القديم في العصر البطلمي يتخذ شكلا مستطيلا تقريبا، جلبت حجارته من محاجر المكس والدخيلة بالإسكندرية وكان يتكون من سورين، وليس سورا واحدا، فكان للمدينة «سورا داخليا رئيسياً» وكان ارتفاعه 12 متراً ذا سمك عريض، وآخر خارجي يبلغ ارتفاعه 10 أمتار وأقل سمكاً، وبين السورين 12 مترا، وكانت تلك الأسوار تشمل عدة أبراج دفاعية، يحيط بها خندقاً تُطلق فيه ماء البحر عند الضرورة زيادة في الحماية.
أحمد بن طولون أعاد بناء السور
وأضاف الدكتور إبراهيم الناقة، دكتوراه في التاريخ والحضارة الإسلامية، لـ«الوطن» أن أسوار الإسكندرية أهملت حتى ولاية أحمد بن طولون الذي أحاطها بسور جديد، خوفًا من غارات الموفق طلحة شقيق الخليفة العباسي عليها، ولكنه لم يقمه على كامل المساحة القديمة للسور زمن حكم البطالمة، فقد بناه حول الأجزاء العامرة من المدينة فقط، وعرف بسور العربكان السور الجديد بطول 10 كيلو مترات، وكان يضم 100 برج دفاعي لحماية المدينة، وكانت دائرة محيطه أضيق بكثير من دائرة سور المدينة القديم زمن البطالمة، نظرا لقلة عدد قاطني المدينة، وظل هذا السور الطولوني محيطاً بالإسكندرية، حتى تهدمت بعض أجزائه وجرى تجديد بعض من الأجزاء التي تهدمت زمن المماليك، وبقى هذا السور قائما حتى مجيء الحملة الفرنسية على الإسكندرية عام 1798م.
الأجزاء الباقية من أسوار الإسكندرية
محمد السيد، مفتش آثار، أكد لـ«الوطن» أنه تبقى من السور أبراج وأجزاء من السور وتمتد فى شبه قوس من الطرف الجنوبى الشرقى لاستاد الإسكندرية ثم يتخللها حدائق الشلالات وحتى الأثر المسمى بطابية النحاسين وهى على النحو التالى، البرج الشرقى ويقع بالطرف الجنوبى الشرقى من الاستاد وتبلغ مساحته حوالى 333 متر مربع، والسور الشرقى الذى يقع بالطرف الشرقى من حديقة الشلالات الجنوبية أمام النادى الأوليمبى وهو الجزء الوحيد المتبقى بالمدينة من ذات السور، والبرج الغربي كجزء من السور، والذى يوجد داخل حديقة الشلالات البحرية وأعلى بحيرة الحديقة من الغرب مباشرة ويتميز هذا البرج بتنوع الأحجار والعناصر المعمارية المستخدمة فى بنائه، وترجع بعضها للعصر البطلمي والرومانى.
طابية النحاسين
وتوجد طابية النحاسين بالطرف الغربى الأقصى من بقايا أسوار الإسكندرية حسب «مفتش الآثار»، وترجع لعصر محمد على وكانت مخصصة للأغراض الدفاعية وصناعة الأدوات النحاسية ومن هنا اكتسبت اسمها.