يتسامرن بأحاديثهن المليئة بالحياة، فيوزعن ابتسامات بسيطة مفعمة بالشباب بينهن تخلو من الحزن أو العجز رغم حجم معاناتهن، لتجري بينهن تلقائية غير عادية، جذبت من على بُعد عدة أمتار منهم أحد طلاب كلية الصيدلة، الذي سارع برفع عدسته الصغيرة لتوثيق تلك اللحظات العفوية المميزة.
عبدالغني عامر، 20 عاما، طالبا في الفرقة الثالثة بكلية صيدلة لجامعة عين شمس، يهوى التصوير منذ صغره، جذبه خلال عرض الصوت والضوء برحلته التابعة لوزارة الشباب والرياضة بمعبد الكرنك بالأقصر، 3 سيدات في عمر متقدم، تشع البساطة والراحة من وجوههن المبتسمة، فقد تركن هموم الحياة وراء ظهورهن، لينسوا الضغوط والانشغالات لبعض اللحظات بين نسمات هواء المعبد الفرعوني، ويتصرفن بتلقائية واضحة: «شكلهم كان حلو قوي مع بعض وهما عمالين يضحكوا ويهزروا».
كواليس «فوتوسيشن الصحاب»
مع تلك الابتسامات التي زادت من جمال المعبد الفرعوني لتشع نورا يضاهي أشعة الشمس في ذلك الوقت، سرعان ما طلب «عبد الغني» من السيدات الثلاثة تصويرهن لتوثيق لحظاتهن السعيدة، ليتلقى ردا بسيطا بالموافقة الممزوجة بالاستحياء، ليحافظ الشاب العشريني على حس الفكاهة بينهن، بينما تلقط عدسة هاتفه تفاصيل المشهد الذي يبعث في نفس أي شخص نوعا من السعادة لا يمكن وصفها بالكلمات: «الضحك كان من القلب».
كما التقط الطالب الجامعي بعض الصور للسيدات الثلاثة على غفلة لتضيف تلك اللحظات التلقائية للملامح الطبيعية بالصور، جانبا عفويا مميزا، وحرص على إرسالها لنجل إحدى السيدات، لتلقى إعجابهن بها بصورة كبيرة كأنهن شابات صغيرات ومن ثم انتشرت بصورة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتكون مصدرا للبهجة بين الكثير: «مكنتش متخيل إن الصور هتطلع حلوة كدا».
«عبد الغني» مصور تطوعي: هوايتي
عبدالغني عامر، رغم دراسته في كلية الصيدلة بجامعة عين شمس، إلا أنه يهوي التصوير منذ طفولته، لذا طور نفسه بشكل ملحوظ في المرحلة الإعدادية، إذ حرص على ادخار مصروفه عدة سنوات حتى يتمكن من شراء كاميرا، حسب حديثه لـ«لوطن»: «وأنا صغير كنت ماسك الموبايل علىطول أصور أي حاجة قدامي، وأهلي كانوا بيشجعوني على دا».
لم ينشغل «عبد الغني» عن دراسته، فالتصوير ليس بالنسبة له مجرد هواية وشغف يسيطر عليه في أوقات فراغه، وأراد أن يشارك الآخرين تجربته ومغامراته في التصوير من خلال صفحة له عبر «فيسبوك»، إذ أصبحت آراء رواد موقع التواصل الاجتماعي حافزا قويا له للاستمرار: «مع الوقت التصوير بقى حاجة ممتعة بالنسبة ليا بس طبعا من غير من غير ما يأثر على دراستي، واتشهرت بين الناس باسم أوبي».
أصبح «عبد الغني» مسئولا عن تصوير أغلب الأحداث في كلية الصيدلة، بما يخص اتحاد الطلاب أو أغلب الأنشطة الطلابية، بخلاف بعض الأعمال التطوعية للتصوير فيها Zewail Science مثل احتفالات بمدينة زويل التعليمية، وTEDx Elfalaki Street في الجامعة الامريكية Maker faire Cairo بالقرية الذكية.
