رغم ظروفه التي لم تكن في أحسن حال، إلا أن «محمد»، وهو شاب عشريني، أتخذ من الأمانة مبدأً لديه، لذا عند عثوره على حقيبة بها مبلغ مالي ضخم أثناء عمله في أحد الفنادق الحكومية بالواحات، لم يعرها اهتمامًا ولم تحرك له ساكنًا، وإنما بكل هدوء ومن باب الأمانة التي اعتادها، أسرع إلى التواصل مع صاحبها وردها إليه.
عمل «محمد» في فندق حكومي بالواحات
محمد لطفي، 22 سنة، من الباويطي بالواحات البحرية في محافظة الجيزة، يحكي في حديث لـ«الوطن»، أنه حاصل على ثانوية أزهرية، ويعمل في نزل شباب الواحات وهو فندق حكومي تابع لوزارة الشباب والرياضة، وعثر على الحقيبة أثناء عمله بالفندق.
يتلخص عمل «محمد» كموظف استقبال في الفندق ومسؤول عن تسكين النزلاء وتدبير أمورهم بداية من دخولهم الفندق وحتى وقت مغادرتهم: «واحد كان في الفندق ونسي الشنطة بتاعته في الريسبشن ومشي»، بحسب «محمد».
أمانة «محمد» في التعامل مع حقيبة بها 1.2 مليون جنيه
لم يُسرع موظف الاستقبال بأي تصرف حيال الحقيبة التي حوت بداخلها مبلغ 1.2 مليون جنيه، معتقدًا بأن صاحبها سيعود بعد ساعة أو نصف الساعة: «لما لقيت صاحب الشنطة مجاش احتفظت بالشنطة عندي وكلمت مدير النزل وقال لي خليها عندك لحد ما صاحبها ييجي».
كان ذلك في الـ 6 صباحًا من يوم الجمعة الموافق 18/11/2021 وبالفعل احتفظ بها «محمد»، ولم تمض سوى عدة ساعات حتى أتى صاحبها إلى الفندق مُحاطًا بالذعر والقلق مُتلهفًا لمَن يَمِنُّ عليه بكلمات تُسكِن قلبه المُرتجف: «الراجل جه الضهر وهو قلقان جدًا وبيسألني على الشنطة فطمنته أنها موجودة».
«محمد»: «صاحب الشنطة كتب لي خطاب شكر»
التقط الرجل أنفاسه أخيرًا واطمئن بعض الشيء ثم أسرع بفتح الحقيبة متأكدًا أنها لم تنقص شيئًا، ليطمئن أخيرًا وتهدأ أوصاله ومن ثَم يُمطر امتنانًا وشكرًا على الشاب العشريني لأمانته: «الراجل فضل يشكرني كتير وقبل ما يمشي كتب لي خطاب شكر»، بحسب «محمد».
درع ذهبي ومكافأة مالية
مرت عدة أيام على «محمد» حتى أتى يوم 6/12/2021 حاملًا له التقدير لأمانته؛ إذ تم تكريمه من أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة: «الوزير استقبلني في مكتبه وأهداني درع ذهبي، ووعدني بمكافأة مالية».
لم يعرف الشاب العشريني حتى الآن قيمة المكافأة المالية التي سيحصل عليها، إلا أنه يفكر أنها إذا كانت مبلغًا كبيرًا سيستخدمه في إنشاء مشروعًا خاص لكنه لم يحدد نوع المشروع حتى الآن: «لسه مخدتش الفلوس.. هاخدها إن شاء الله اليومين اللي جايين ولو كانت مبلغ كبير هفكر أعمل مشروع».