درجات حرارة مرتفة وغير مسبوقة، وسخونة شديدة تؤثر ليس فقط على مصر، ولكن على الكرة الأرضية بالكامل، ترتفع معها الحرارة لتتجاوز معدلاتها الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام، ما يجعل كوكبنا «على صفيح ساخن»، يواجه سكانه ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة على مدى السنوات الخمس المقبلة، بسبب غازات الاحتباس الحراري وظاهرة «النينيو».
العالم يواجه درجات حرارة غير مسبوقة
وبحسب تحذيرات منظمة الأرصاد العالمية، بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية، بما في ذلك القطبين 17.01 درجة مئوية يوم الاثنين 3 يوليو، وفي 4 يوليو ارتفعت مرة أخرى إلى 17.18 درجة مئوية، وقد لا تبدو 17 درجة كبيرة بالنسبة لبعض البلدان، ولكنه بالنسبة للقطبين يعتبر أعلى متوسط درجة حرارة عالمية منذ عام 1979.
وبحسب منصة Climate Reanalyzer التابعة لجامعة «ماين»، المتخصصة في رصد تغير درجات الحرارة على مستوى العالم، فقد أظهرت آخر الخرائط، وقوع الولايات المتحدة وجنوب أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا وجنوب أمريكا في «المنطقة الحمراء»، لتتراوح درجات الحرارة بين 25 و40 درجة مئوية.
وأضافت المنصة العالمية، أنّ هذه الزيادة البالغة 1 درجة مئوية تقريبًا في الرقم القياسي العالمي لدرجة الحرارة في عام 2023 مقلقة للغاية، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن أكبر زيادة في درجة الحرارة تحدث عند القطبين، ما يؤدي إلى تسريع ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر.
وبحسب ما أظهرت الخريطة، فقد طال الاحترار أيضًا المحيطات حول العالم، وهو الأمر الذي يُنبئ بظهور الأعاصير والعواصف الاستوائية والكوارث الطبيعية الأخرى، ففي مطلع الشهر يوليو، تم كسر الرقم القياسي العالمي لمتوسط درجة الحرارة المدوّن في السجلات منذ 44 عامًا.
تأثير ظاهرة «النينيو» على حالة الطقس
وبحسب تقرير صادر عن «بي بي سي»، من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة في بعض أجزاء إسبانيا وفرنسا واليونان وكرواتيا وتركيا 40 درجة مئوية في الأيام القليلة المقبلة خاصة في إيطاليا، وأحيانًا تصل إلى 48.8 درجة مئوية. وصدرت تحذيرات حمراء في 10 مدن من بينها روما وفلورنسا، كما يعاني جنوب أوروبا أيضًا من درجات حرارة شديدة لتصل إلى 41 درجة في إشبيلية وإسبانيا، و42 درجة في بوجيا في إيطاليا، و41 درجة في لاريسا باليونان.
وبحسب منظمة الأرصاد العالمية، كان عام 2016 هو العام الأكثر سخونة، وهناك احتمالات بنسبة 98% أن يتم كسر هذا الرقم القياسي في غضون خمس سنوات. تأتي هذه النظرة القاتمة لأنه من المتوقع حدوث ظاهرة «النينيو» القوية هذا الصيف في وضع يتقدم فيه الاحترار العالمي ويجعل الأرض أكثر سخونة.
و«النينيو» هي ظاهرة مناخية تزيد فيها درجة حرارة سطح البحر في شرق المحيط الهادئ بمقدار 0.5 درجة عن المعتاد. ومن المعروف أنه عند حدوث ظاهرة النينيو، ترتفع درجة حرارة الأرض بنحو 0.2 درجة مئوية.