شظف الحال المرسوم على مظهره وبشكل واضح في ملبسه البسيط، لم يمنع عبدالعظيم أبويوسف، الشهير برجل الأتوبيس، من إلقاء النكات على كل من يقابله في معرض سور الأزبكية في دورته الخامسة، وهو يبيع الكتب الدينية، ليواجه ضيق الحال، ومرض ابنه الصغير، رافعًا شعار: «اسعد اللي حواليك تسعد».
«عبدالعظيم»، المولود في المنصورة بمحافظة الدقهلية، انتقل إلى القاهرة آملاً أن يجني المال الذي يغنيه عن طلب المساعدة، كما كان حال عائلته، وفقًا لحديثه لـ«الوطن»، ولكن الحال تحول من سيئ إلى أسوأ، في ظل ما يواجهه من ظروف قاسية وعدم قدرته الصحية على المواظبة في الأعمال الشاقة، أضاف: «اتعلمت في الكتّاب وحافظ كتاب ربنا، وكان نفسي أبقى مقرئ أو بعلّم الأطفال، لكن الظروف كانت أقوى مني، وقررت أن أقرّب من الحاجة اللي بحبها أبيع الكتب الدينية وسير أصحاب الرسول، في الشوارع».
«عبدالعظيم» ينفق على ابنه المصاب: نفسي في كشك
ملامح «عبدالعظيم»، الذي تجاوز الـ60 عامًا، الحزينة يخفيها بضحكة مجلجلة، محاولًا كسب المال الذي يغني عائلته مر السؤال: «أنا أقاوم الحزن بالضحك، أصل لو ركزت ممكن أنهار، أنا عندي 3 عيال أصغرهم ولد عنده 23 سنة، اتعرض لكسر في قدمه، وبالرغم من أننا عملنا العملية بجمع الفلوس من أولاد الحلال، لكن بعد شوية حصلت مضاعفات والمسامير والشرايح المتركبة سببت عاهة لأني ماكانش معايا تمن العلاج وأنا حالياً باشتغل علشان أصرف عليه».
«عبدالعظيم»: نفسي في كشك
وقال «عبدالعظيم» إن أمنيته فتح كشك صغير، يبيع فيه الكتب الدينية ومجلات الأطفال، خصوصًا أنه لم يعد قادرًا على الحركة بشكل متواصل كما كان يفعل قديمًا: «أنا ألف على رجلي طول النهار من السيدة لوسط البلد للإسعاف للفجالة، وكله علشان أوفر فلوس أكل وشرب عيلتي ونفسي أرتاح في كشك بدل البهدلة دي».