علاقات و مجتمع
في السنوات الأخيرة وبعد انتشار معدلات الطلاق، والخلافات على من له حق ولاية الطفل أو حضانته، شرع الاسلام للأم حق حضانة الطفل لأسباب مختلفة، أهمها أن الأم ستكون أحن على صغيرها من الأب، الذي سرعان ما ينفذ صبره، ورغم عدم وجود خلاف على أهمية دور الأب في التربية والتثقيف والتهذيب، يجب ألا يشهد الطفل الخلافات بين الأم والأب حتى في أوقات الرؤية، وفي التقرير التالي يقدم «هن» الإجابة عن سؤال هل يجوز للأب حضانة الأطفال أم لا؟
هل يجوز للأب حضانة الأطفال؟
للإجابة عن سؤال هل يجوز للأب حضانة الأطفال؟ من الناحية القانونية، قال الأستاذ علي صبري محامي الاستئناف العالي ومجلس الدولة خلال برنامج «ماما دوت أم» على «CBC»:«في شكلين للانفصال الشكل الودي عن طريق المأذون أو طلاق الزوج لزوجته طلاق غيابي عند المأذون، أو الشكل القانوني عن طريق المحكمة إما عن طريق الخلع أو طلاق للضرر، المشرع المصري في قانون الأحوال الشخصية مصنف سن الحضانه عند سن 15 سنه سواء للطفل أو الطفلة، قبل كدا كانوا بيفرقوا بين الطفل أو الطفلة من 7 لـ9 على حسب القانون، لكن الوضع الحالي هو سن 15 سنه لتظل الطفلة أو الطفل مع الأم الحاضن في حالة قدرتها على رعاية الصغار لسن 15 سنة وبعدها يخير الاطفال إذا كانوا يريدون الاستمرار في حضانه الأم أم الانتقال لحضانة الأب»
وأضاف صبري«أكثر القضايا اللي بيبقي فيها خصومة هي قضايا الحضانه، دئما الأب بيبقي عايز ياخد حضانة الأطفال من الأم، والأم عايزة تحافظ على الحضانة معها في مقابل دا بتسعى أنها تأخد نفقة عادلة في حين أن الأب بيتلاعب بالدخل بتاعه عشان يوصل أن النفقة ماتكونش كبيرة كنوع من أنواع الضغط على الأم، القانون نص أن الحضانة للأم طالما قادرة على رعاية الصغير وغير متزوجة من أجنبي وأنها أمينة على الطفل نفسيا وماليا تستمر الحضانه معاها، وصعب اسقاطها عنها في غير هذه الحالات»، أما في حالة وصول الطفل لسن 15 عام وطلب الأب حضانة الابن أو الابنة في هذه الحالة يتم تخيرهم في المحكمة.
رأي الشرع في حضانة الأب للأطفال
بالنسبة لرد الشرع على سؤال هل يجوز للأب حضانة الأطفال؟، قال الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف «بالنسبة لموضوع الحضانة ما انصح به هو أن تطبيق حدود الله فيها بعيدا عن المعارك الجانبية والأهواء والاغراض والكيد، كل هذه الأمور أصلًا لا تصح في الاسلام، وإذا كانت ستفوت على الآخرين من الضعاف وهم الأطفال مصالحهم، هنا المصيبه أكبر والعقاب والإثم أعظم، أنا لست مع الأم ولا مع الأب، أنا مع الصغير، ويجب أن يطوع الأب مصلحته على مصلحة الصغير، الإسلام وضع أحكام لحالات الانفصال في الطلاق إذا ما كان هناك أطفال، وضع أحكام لحفظ نفسية الطفل منها الحضانه وهي حق الأم، ولماذا هي حق الأم لأن من المعروف أنها مزودة تجاه ابنها أو بنتها بقدر من الحنان يسمح لها بالصبر على التربية، الأب غير مزود بهذه الطاقة، لا يملك الرحمة التي تجعله يصبر ويتلذذ بالتعب على عكس الأم».
وأضاف شيخ الأزهر «الأب مزود بطاقات في مجالات أخرى كالعمل، وله دور في حياة الطفل مثل التثقيف والتربية والتهذيب في دور الحضانة لا يمكن أن يقوم به الرجل، لذلك حتى لو الزوجة توفت بيضطر يتزوج أو يأتي بخادم يعوله ويعول هذا الصغير، إذا الأم عندها صبر مبني على طاقة معينة من الحنان ومن الحنين، وهذه بديهيات معلومة عند الناس جميعًا»