تتمتع محافظة الوادي الجديد بتاريخ أثري عريق على الرغم من أنها من المحافظات التي نشأت حديثاً، ولكن التاريخ يكشف تفاصيل لم يعرفها الكثير من القاطنين للمحافظة، شكلت حضارة عريقة عبر العصور الفرعونية القديمة.
139 منطقة أثرية في الوادي الجديد
تمتلك محافظة الوادي الجديد، 139 منطقة أثرية، حيث كان من بين أحد الاكتشافات الأثرية والتاريخية العلمية بواحة الخارجة قديماً لوحة صخرية تم العثور عليها من سليمة إكرام عالمة المصريات وكانت في زيارة للمحافظة لتصور نحت شكل للعناكب على الصخرة.
وقال محمد عبد ربه أحد المهتمين بعلم الآثار والتراث بمحافظة الوادي الجديد لـ«الوطن» إن محافظة الوادي الجديد مليئة بالخيرات والكنوز الأثرية التي لم تكتشف بعد بالإضافة إلى العديد من الموروثات التراثية والشعبية بالمحافظة: «من بين بحثي الشديد وشغفي بالتراث الواحاتي، وجدت أحد الأبحاث العلمية والمكتوبة باللغة الغنجليزية لصاحبتها عالمة المصريات سليمة إكرام، تصف لوحة أسمتها بـ لوحة صخرية للعناكب، لما وجدته عليها من نقوش فلكية على شكل عناكب في حين أن تاريخ اللوحة لا يزال غير مؤكد، ويُعتقد أنها تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، على الأقل 4000 قبل الميلاد أو قبل ذلك».
أقدم رسم معروف للعناكب في مصر
وأضاف أن عالمة المصريات قالت في بحث لها علمي إن اللوحة الصخرية المكتشفة في واحة الخارجة، تصور لعدد قليل من العناكب بـ «نجمة» تصور شبكة، ورسومات تشبه الكوب التي يمكن أن تكون حشرات محاصرة من العناكب، في حين أن النظرية القائلة بأن اللوحة تمثل أقدم رسم معروف للعناكب في مصر جعلتها تحظى على الفور باهتمام العالم ومنهم الدكتور ديريك كننجهام ، مؤلف كتاب «الرحلة الطويلة: 400000 سنة من علوم العصر الحجري» والذي كان في كتابه له تفسير آخر.
وأوضح عبد ربه أن العالم الدكتور ديريك كننجهام أكد في كتاباته أن اللوحة كانت فرصة لإجراء تحليل على القطعة الفنية لمعرفة ما إذا كانت أنماط المشط الخطي تتطابق مع اقتراحه، مشيراً إلى أن مثل هذه الأنماط هي في الواقع شكل قديم من أشكال الكتابة، وأن اللوحة الصخرية تتطابق تمامًا مع نظرية ازاحة الزاوية لـ «الجسم العنكبوتي»، وأن العديد من الخطوط المرسومة على اللوحة مع القيم الفلكية المتوقعة التي تعتبر أساسية للتنبؤ الدقيق بخسوف القمر والشمس، ويتم تدوير جسم العناكب المقترحة بمقدار 13.66 درجة من الوضع الرأسي، وهي عملية حسابية تقابل نصف شهر فلكي، ليبدو أن هذا يرتبط بملاحظة أن اللوحة كانت تواجه الشرق، وهو الاتجاه الذي يواجهه علماء الفلك لمراقبة خسوف القمر.
وأوضح محمد إبراهيم مدير قطاع السياحة في الوادي الجديد سابقًا أن الدكتور ديريك كننجهام وصف في كتابه أن كتابة هذه اللوحة والتي تسبق الكتابة الهندسية أو الانضغاطية وهي الكتابة الهيروغليفية إلى حد كبير، وهي على عكس الكتابة المسمارية الأولية، التي احتفظت بأساس هندسي وفلكي، وتطور الكتابة الهيروغليفية المصرية في النص المبكر مباشرة إلى شكل تصويري تجنب استخدام المصفوفات الفلكية الزاويّة، فإن كتابات واحة الخارجة التي يبلغ عمرها حوالي 6000 عام تُظهر أن الكتابة الهندسية والضغطية كانت موجودة في مصر ما قبل الأسرات، وأن بنية الكتابة مشابهة لتلك الموجودة في النص الموجود في مناطق أخرى.
اكتشاف كنوز الوادي الجديد
وأشار بهجت أبو صديرة مدير الآثار في الوادي الجديد سابقاً»، إلى أنهم يطالبون كافة الجهات المعنية بالسياحة والآثار والجهات البحثية، ضرورة الاهتمام بالاكتشاف ويكون محل بحث واهتمام من الجهات المختلفة لاكتشاف كنوز محافظة الوادي الجديد غير المكتشفة حتى الآن.