إن العلاقات الآثمة بين البشر وزيف المعاملات وقبح الغايات أقعدتنى عن السير فى هذا العالم! إن الأدب السياسى هو التاريخ الحقيقى للأمّة، والشعب، والوطن، والقيم، وليس ما يكتبه أصحاب الانتماءات السياسية والفكرية، وتزوير الحقائق باستخدام الشائعات، لهدف ما نحن بصدد قضية شائكة تهدد نسيج المجتمع وتمزقه داخل الأسرة الواحدة بعد ثورات الربيع العربى، التى قسّمت المجتمع العربى إلى نصفين، نحتاج فيها إلى تحكيم العقل والمنطق ومنطق التسامح لا منطق الثأر وإشعال النار والدم، منطق الماضى القريب، فى تجربة جنوب أفريقيا، وأوروبا الشرقية، أم نستسلم لانتشار الشائعات والفوضى، فى منطقة «تحت صفيح ساخن» بعد أن أصبح العالم بالتعريف الجديد «حارة صغيرة»، لقد حذر الكاتب الروائى العالمى «جابرييل جارسيا ماركيز»، فى روايته «شیء خطیر سیحدث فی هذه القرية»، من القرن المنصرم، من خطورة الشائعات فى جميع رواياته وقصصه ليخوض غمار هذه المشكلات، ومن هنا انطلق فى قصته «خریف البطریرك» التی تُرجمت الی كثیر من اللغات، كذلك روايته العالمية «الحب فى زمن الكوليرا»، لقد استطاع «جارسيا ماركيز» أن يكون سباقاً فى رؤيته الاستبصارية للواقع والأمراض التى تنهش المجتمع، لقد كتب روایته علی شاطئ المحیط الأطلسى، لیكتب لعالم لا یعرفه فی الشرق الأوسط الذى يعيش حالة من التخبط والحروب الأهلية.
محمد سعد عبداللطیف – كاتب وباحث
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. “الوطن” تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي [email protected]