صناعة المعروف وفعل الخير كانت هي السمة المميزة لـ«زكريا»، في كل مرة يسير فيها على الطريق الصحراوي «الزقازيق – القاهرة»، يقف بسيارته لإغاثة شاب أو عجوز يطلب العون منه.
قبل 5 أيام كان «زكريا»، عائدًا من منزل أسرته بالشرقية إلى مكان إقامته وعمله في القاهرة ولفت انتباهه وقوف شابين في ساعة متأخرة من الليل على الطريق الصحراوي، لم يبخل عليها، بل قرر الوقوف لإنقاذهما من الموقف بشهامة وفتح باب سيارته لهما.
الرحلة الأخيرة
رحلة «زكريا»، الأخيرة كانت على يد الشابين اللذين كشفا عن قبح تصرفهما تجاه من صنع المعروف لهما، عند وصول الضحية إلى القاهرة الجديدة، كان الغدر والخسة من جانب المتهمين لإقدامهما على قتل الشاب بعدة طعنات حتى تأكدا من مفارقته للحياة، ووضعا جثمانه داخل شنطة سيارته الملاكي بعد الاستيلاء على نقوده وساعة يده وفرا هاربين.
خطة الجريمة
وفي جلسة تحقيق جديدة أمام النيابة العامة صباح اليوم، التي نسبت للشابين تهمة القتل المقترن بالسرقة، اعترفا بتفاصيل الجريمة، وأقرا أنهما لم ينفذا الجريمة بدافع انتقامي من المجني عليه فليس بينهم أي معاملات، أو عداوات سابقة تجعلهما يخططان للانتقام منه، لكن ما حدث كان بدافع السرقة بعد أن بدأ في مقاومتهما عندما أشهرا في وجهه سكينًا وطلبا منه التخلي عن حافظة نقوده وفيزا البنك الخاصة به، وأن يخبرهما بالرقم السري الخاص بها.
مقاومة ثم قتل
وأضاف المتهمان في تحقيقات النيابة أنهما نفذا عدة جرائم سرقة من سائقي الملاكي بذات الطريقة، وأن الضحايا كان يرضخون لطلباتهما، ويسلمان لهما النقود بكل سهولة، لكنها لم يتوقعا أن يقاومهما الضحية بشكل شجاع فخشيا أن يبلغ عنهما الشرطة في حالة هروبه، لذلك أسرعا في قتله وترك جثمانه داخل سيارته.
تجديد حبس المتهمين بقتل شهيد الشهامة
أعادت النيابة المتهمين إلى محبسهم تنفيذًا لقرار قاضي المعارضات بتجديد حبسهم لمدة 15 يومًا بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بالسرقة، كما واجهت النيابة المتهمين بأدلة الاتهام الممثلة في تقرير الطب الشرعي وتحريات المباحث وتقارير فض كاميرات المراقبة التي أظهرت المتهمين وقت تنفيذ الجريمة.
محامي يشرح عقوبة القتل العمد
الخبير القانوني سمير عبد العظيم المحامي بالنقض يشرح لـ«الوطن»، عقوبة المتهمان بقتل شهيد الشهامة وسرقته وفق قانون العقوبات بقوله:«يحكم على فاعل جناية القتل العمد بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى»، وأن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدى، جناية أخرى، خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعنى أن هناك تعدداً في الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.