دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروع النقعة السكني في محافظة اللاذقية السورية، الذي يضم 47 وحدة سكنية «مسبقة الصنع»، بهدف إيواء عدد من الأسر السورية التي فقدت منازلها جراء زلزال السادس من فبراير الماضي.
وكانت الهيئة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، قد أعلنت في أبريل الماضي البدء في تجهيز 1000 وحدة سكنية مسبقة الصنع في سبع مناطق بمحافظة اللاذقية بكلفة 65 مليون درهم، بهدف إيواء العائلات السورية المتضررة جراء زلزال السادس من فبراير الذي خلّف قتلى وجرحى ومباني مهدمة.
وأكد الأمين العام المكلّف في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حمود الجنيبي، أن مشروع النقعة السكني يأتي امتداداً للجهود الإنسانية والإغاثية التي تضطلع بها دولة الإمارات في الجمهورية العربية السورية عموماً ومحافظة اللاذقية خصوصاً، انطلاقاً من التزامها الصادق تجاه جميع المتضررين من تداعيات الزلزال والعمل على تخفيف معاناتهم.
وأشار إلى أن اختيار الأسر المستحقة لاستلام الوحدات السكنية في المشروع، جاء وفق أسس ومعايير تم وضعها بالتنسيق بين فريق الهلال الأحمر الإماراتي والهلال الأحمر العربي السوري. وقال إن تدشين المشروع يأتي تزامناً مع اليوم العالمي للعمل الإنساني.
وقال «وبهذه المناسبة نؤكد أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ماضية في تعزيز نهج الإمارات في الحد من تداعيات الكوارث والأزمات على حياة الشعوب الشقيقة والصديقة، والإسهام في دعم جهود مرحلة التعافي المبكر في المناطق المتضررة، والعمل على عودة الحياة إلى طبيعتها في تلك المناطق».
وتم إنشاء الوحدات السكنية في مشروع النقعة السكني وفقاً لأفضل المعايير المستخدمة من جودة المواد الخام، وتهوية المساكن، والاعتماد على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، ويتكون المسكن من غرفتي نوم وصالون ومطبخ ودورة مياه، كي يستوعب أسرة مكونة من ستة أفراد، علاوة على قربه من كل الخدمات التعليمية والصحية وغيرها.
من جانبه أشاد محافظ اللاذقية، المهندس عامر إسماعيل هلال، بالأعمال الإنسانية والإغاثية التي تنفذها دولة الإمارات في سورية منذ اللحظات الأولى لكارثة الزلزال في جميع القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية والإغاثية التي كان لها بالغ الأثر في التخفيف من معاناة المتضررين، ومساعدتهم على استئناف حياتهم الطبيعية.
وقال المحافظ إن تدشين مشروع النقعة السكني من خلال الهلال الأحمر الإماراتي سيسهم في إعادة الاستقرار الأسري والطمأنينة لعدد من العائلات التي فقدت مساكنها جراء الزلزال، مشيراً إلى المواصفات الفنية العالية التي نُفّذ بها المشروع، وجودة الخدمات التي يوفرها للمستفيدين منه.
وأضاف أن محافظة اللاذقية عملت خلال المرحلة الماضية على تجهيز سبعة مواقع موزعة بين مناطق اللاذقية وجبلة واسطامو، بمساحة إجمالية تبلغ نحو 10 هكتارات، وتجهيزها بالبنى التحتية المطلوبة لإقامة مثل هذه المساكن من حيث الصرف الصحي، وشبكات الهاتف والكهرباء والمياه مع مقار خدمية. بدوره أكد رئيس فريق الهلال الأحمر الإماراتي في سورية، محمد خميس الكعبي، أن افتتاح مشروع النقعة السكني يأتي في إطار جهود الإمارات الإنسانية والإغاثية المتواصلة دعماً للأشقاء في سورية خلال مرحلة التعافي المبكر، عبر توفير المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والأدوية بشكل مستمر، والوقوف على احتياجات القطاعات المختلفة، ضمن محاور عدة تستهدف الدعم النفسي والاجتماعي للتخفيف عنهم.
وشهد افتتاح المشروع، القائم بأعمال سفارة الدولة في دمشق، عبدالحكيم النعيمي، وعدد من المسؤولين في الهلال الأحمر الإماراتي وفي محافظة اللاذقية السورية.
جدير بالذكر أن سفارة دولة الإمارات في دمشق شهدت مؤخراً افتتاح أول مكتب تنسيقي للمساعدات الخارجية الإماراتية ببعثات الدولة في الخارج. ويهدف المكتب إلى دعم الشعب السوري الشقيق وتنسيق الجهود المبذولة للجهات المانحة الإماراتية، لضمان فاعليتها للمستفيدين، ومتابعة المشروعات والبرامج في هذا الصدد.