عواصم – وكالات:
جولة الرئيس الأمريكي الإقليمية، التي بدأت من إسرائيل ثم الأراضي الفلسطينية، تُعد محطتها الأساسية الزيارة التي يقوم بها الرئيس والوفد المرافق له، الجمعة، إلى مدينة جدة غرب السعودية.
وخلال الزيارة، يعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن لقاءات مع قادة السعودية، إضافة إلى لقاءات قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ولقاء قمة موسع يحضره قادة الأردن ومصر والعراق.
فزيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة تكتسب أهمية خاصة ليس لأنها الأولى منذ توليه منصبه، وإنما لدلالاتها والقضايا التي ستتناولها.
على مدى أكثر من ثمانين عاما، جمعت السعودية والولايات المتحدة علاقة متينة أساسها تغليب المصالح، واشتركتا في الكثير من المواقف الحاسمة التي أسهمت في التغلب على الكثير من الأزمات التي عصفت بالمنطقة والعالم.
فالمصالح المشتركة حكمت العلاقات السعودية الأمريكية منذ بدايتها. وأحداث عالمية عصفت بالعالم خلال عمر العلاقات بين البلدين، اشتركا في الكثير من مواقفهما، ومرا بامتحانات ونقاط خلاف، لكن السمة الأبرز في هذه العلاقة هي تغليب المصالح المشتركة.
وعلى الطاولة ملفات كثيرة تشكل أبرز ركائز العلاقة بين هذين الحليفين الاستراتيجيين، منها الأمن والطاقة، ومكافحة الإرهاب والتطرف، ملفات مهمة طوال هذه العقود، لكن أهميتها زادت في ظل ما يعصف بالعالم من أزمات، أبرزها الحرب الروسية في أوكرانيا.
وبالعودة إلى الوراء، فإن للسعودية والولايات المتحدة تاريخا طويلا من التعاون المشترك، أبرز محطاته، ما عملت عليه السعودية إبان الغزو العراقي على الكويت، إذ أسهمت بتشكيل تحالف دولي يضم أكثر من 30 دولة، أهم عناصره القوات الأمريكية التي كان تدخلها حاسما في تحرير الكويت في العام 1991.
كما أسهمت السعودية بالشراكة مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، إذ وظفتا إمكاناتهما للعمل على التصدي للإرهاب وتجفيف منابعه، ومن أبرز هذه الجهود إنشاء المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب ومقره الرياض في العام 2017، ويعمل برئاسة مشتركة بين البلدين، من خلال تجفيف مصادر تمويل عبر تصنيف الأفراد والكيانات الممولة له والإعلان عنها وفرض الجزاءات بحقها.
وحول أهمية الزيارة، قال الباحث السياسي السعودي فيصل محمد الصانع إن اختيار الرئيس الأمريكي للسعودية في أول زيارة له للمنطقة اعتراف بأن الرياض هي عاصمة القرار في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وحول أبرز الملفات، أكد أنه يبقى الملف النووي الإيراني من الأولويات التي سيناقشها القادة خاصة مع ضبابية الاتفاق النووي بين الغرب وطهران.
وأشار إلى أن تعهدات إيران ليست إلا مزاعم وخطة لمد مدة المفاوضات كي تكتسب وقتا كافيا تمضي خلاله في مخططها النووي غير السلمي، مؤكدا أن الملف اليمني سوف يكون حاضرا بقوة كونه يشكل تهديدا كبيرا على أمن المنطقة بصفة عامة والخليج العربي خاصة.
وأضاف أن تداعيات حرب أوكرانيا ستكون على طاولة المفاوضات، دون أن يكون هناك موقف خليجي أو عربي تجاه طرف بعينه، إذ إن الرياض وأغلب دول المنطقة تنأى بنفسها عن الدخول في هذا النزاع.