يعد الفنان عبد الحفيظ الدوزي من أشهر نجوم الأغنية المغربية اليوم، حيث بصم على مشوار فني استثنائي منذ نعومة أظافره، وقدم أعمالا فنية متنوعة وناجحة حققت ملايين المشاهدات وجعلته يصنف من أنجح الفنانين المغاربة، الذين امتدت شهرتهم إلى خارج الحدود ومثلوا البلاد في محافل دولية كبرى.
في هذا الحوار الذي خص به جريدة هسبريس يتحدث ابن العاصمة الشرقية وجدة عن مشاريعه الفنية الجديدة، ودخوله غمار تجربة لجنة تحكيم برنامج لاكتشاف المواهب، زيادة على مواضيع أخرى.
– حدثنا عن مشاركتك كعضو في لجنة التحكيم ببرنامج “ستارلايت”.
الاقتراح كان من القناة الثانية ومن سليم الشيخ شخصيا، الذي تحدث معي وقال لي إن لديه فكرة تهم إعداد برنامج لاكتشاف المواهب الغنائية، خاصة أن الجمهور اشتاق إلى هذا النوع من البرامج على القناة بعد سنوات على “استوديو دوزيم”، وطرح علي فكرة تجربة لجنة التحكيم، لكني كنت متخوفا قليلا لأنني لا أملك تجربة في التحكيم، وأحيانا تخاف أن تظلم أحدا، وأن تكسر حلمه. هذا التخوف انتابني في الأول، لكن الحمد لله كانت اللجنة مشكلة من فنانين رائعين وكبار رسموا مشوارهم الفني على الحجر، خاصة في الأغنية المغربية، وكل شخص كان له دور في البرنامج، الذي نال إعجاب الجمهور وكان صداه إيجابيا.
هذا الأمر أسعدنا وجعلنا نفكر في موسم ثان وثالث لِمَ لا، لأن المواهب كانت مفاجأة. بطبيعة الحال، وكأول موسم، كان هناك عدد من الملاحظات في مجموعتنا، وهذا ما سيجعلنا نتشجع لكي نتطور من حسن إلى أحسن مستقبلا.
التجربة أعجبتني كثيرا واكتشفت من خلالها الكثير، وعلاقتي بزملائي الفنانين تطورت أيضا لأننا جلسنا مع بعض طيلة شهرين من العمل والتصوير، وكان ذلك في جو رائع يسوده التفاهم بعيدا عن الخلافات، رغم اختلافنا أحيانا في تقييم الأصوات لأن ذلك يبقى مسألة أذواق، وهدفنا هو إخراج فنان يحمل مشعل الأغنية المغربية ويصبح نجما لامعا في سمائها.
– ما نصيحتك للفنانين الشباب الذين يركبهم الغرور في بداية مشوارهم الفني؟
الغرور هو مرحلة ما قبل الانتحار والفشل الفني، فإذا فهم الفنان دوره الحقيقي لن يمسه الغرور لأننا في آخر المطاف نقدم الموسيقى، وهي وسيلة ترفيهية فنية تفرح الناس، وإذا فهم الإنسان القضية بهذا المنطق فلا أظن أن الغرور سيصيبه.
ونصيحتي للفنانين الشباب أن يحبوا عملهم لكي يستطيعوا الإبداع فيه، ولكي يخرج العمل المصنوع بحب من القلب ويصل إلى القلب لأن الجمهور يعرف الفنان الجيد وليس غافلا، وهو يصله الإحساس وقادر على التمييز.
لذلك أنصح الشباب بالاهتمام بهذا الجانب وتقديم منتوج مشرف.
أمر آخر يجب أن يعرفه الفنان الشاب هو أنه يحمل معه راية المغرب وجنسية وثقافة تمثله، لذلك يجب أن يكون خير سفير لها، ويمثلها أحسن تمثيل لأن الكل يمر ولا يدوم، والإنسان عليه أن يغتنم الفرصة ليترك سمعة جميلة وأعمالا تتكلم عنه ويذكرها الجمهور لأن سمعة الفنان تسبقه قبل أعماله.
– بعد مشوار حافل بالنجاح، هل أصبحت متخوفا من خطواتك الفنية المستقبلية؟
الخوف أنواع، فهناك خوف يجعلك تجتهد أكثر وتبحث وتعطي أحسن ما في جعبتك وتحسب كل خطوة قبل الإقدام عليها، لكن الخوف المبالغ فيه يكون مقبرة الفنان وليس أمرًا جيدا لأن الفن يحتاج المغامرة والتوجه نحو أنماط جديدة والتغيير كذلك، وهذه مغامرة إيجابية. جميل أن يدرس الإنسان خطواته ويكون له فريق عمل يفكر معه ويراقب خطواته، وهذا دور أن يكون للفنان فريق متكامل إلى جانبه. لكن لسوء الحظ هذا الأمر لا نجده في المغرب لأننا نجد الفنان يلحن ويكتب ويعزف ويغني ويدير أعماله بنفسه.
التخوف دائما موجود لأن الفرق بيني وبين الفنانين الجدد هو أن أي خطوة قاموا بها تليق بهم، على العكس عندما تكون فنانا بتاريخ قديم وسمعة ولون عرفك به الجمهور، يصعب على هذا الجمهور تقبلك، لذلك أخاف أحيانا عند اشتغالي على أعمال جديدة أن أميل إلى الموجة الحالية ولا يتقبلني الجمهور، وهذا الأمر يكون صعبا علي. هناك أعمال فنية قدمها شباب اليوم ونجحوا فيها، لكن لو كنت قمت بتقديمها لانتقدني الناس ولم يعجبوا بها، لذلك هذه هي النقطة التي أهتم بها دائما وأحرص على الوسطية.
– الفنان اللبناني سعد رمضان كشف في حوار سابق مع هسبريس أنه مستعد لتقديم ديو غنائي معك، فهل ترحب بالفكرة؟
بطبيعة الحال، سعد رمضان من أغلى الناس على قلبي والتقيت به مرارا، وهو إنسان محب للمغرب ويحب ثقافتنا، وصوته ما شاء الله غني عن التعريف، وسيكون لي الشرف بأن أقدم معه أغنية، يمكن أن تكون باللهجتين المغربية واللبنانية وبفكرة جديدة لِمَ لا، وأنا أرحب بذلك.
– الدوزي وسعد لمجرد من أشهر نجوم المغرب، فمتى سيشهد الجمهور تعاونا فنيا بينكما؟
سعد صديق مقرب جدا، والكثير يطرحون علي هذا السؤال، وهي فكرة جميلة وسيكون لي الشرف بأن أقدم عملا معه. سعد فنان كبير بمشوار وتاريخ فني رائع، وسأكون سعيدا لو تعاملنا مع بعض، فهو مقرب مني ونتواصل دائما ونتحدث عن الأعمال قبل أن نطرحها، ونتبادل الأفكار كذلك، وعند إصداره أي جديد فني أكون من أوائل المتصلين به لتهنئته، وهو كذلك يكون دائما من الأوائل بعيدا عن “السوشال ميديا”.
– كيف حال الأغنية المغربية اليوم؟
الأغنية المغربية تدعو إلى التفاؤل لأن لكل زمن ناسه، فمن الصعب على الرواد تقبل الأغاني الحالية مثل الأغاني الشبابية التي قدمنا، والتي كانت تظهر للناس الذين سبقونا بأنها موسيقى دخيلة وخفيفة ولم يُتعب عليها، لكن اليوم أصبحنا نرى أنفسنا قدماء لأن هناك شبابا طوروا بدورهم الأغنية المغربية وقدموا أعمالًا جديدة لها جمهورها، وأنا أقول إن أي فنان له جمهور يتابعه وجب احترامه لأنه يقدم فنا يعجب فئة معينة وليس بالضرورة يعجب الجميع، فالموسيقى أذواق.
الأمر الذي أعاتب عليه هو أنه يجب على الإنسان الحفاظ على الكلام النظيف ويعطي صورة جميلة عن الفن المغربي لأن لديه جمهورا من أمهات وأطفال، ومهما تطورنا نبقى مجتمعا محافظا، وهذه هي النقطة التي أصبحنا نلاحظ مؤخرا أنها لا ترضي الجميع. لذا يجب على فناني الجيل الجديد الانتباه إلى هذه النقطة لأنهم قدوة للأطفال، والكلمة لها معنى يجب على الإنسان أن يحرص على اختيارها في أعماله ولقاءاته كذلك.
– ما هي مشاريعك الفنية الجديدة؟
أعلن لكم حصريا أنني سأصدر قريبا أغنية جديدة عبارة عن ديو مع الفنان العراقي سيف نبيل، وهي أغنية مغربية عراقية بلهجة مبسطة وفكرة جديدة، والكليب صور بلبنان وهو من توقيع المخرج اللبناني الكبير أحمد المناجد، وسيصدر العمل بدبي يوم 17 فبراير الجاري، وسيكون متوفرا في مختلف منصات الموسيقى.
– قربنا أكثر من تفاصيل الأغنية.
هي أغنية عاطفية تتحدث عن الحب بلهجة مغربية خفيفة مبسطة تميل إلى اللهجة العراقية، وهي نمط جديد. وفكرة الكليب ستكون حمقاء نوعا ما لأن الجمهور لم يتعود على أن يرانا في تلك الحلة وجو كله مرح وفرح وخيال، وأنا أتوقع أن ينال العمل إعجاب الجمهور لأننا اشتغلنا عليه لمدة طويلة. وأنا أعد الجمهور دائما بأن أقدم أعمالًا في المستوى.
دائما تلاحقك إشاعات وأسئلة الزواج، فهل يزعجك تدخل الجمهور في حياتك الشخصية؟
لا بالعكس لا يزعجني، فمادام الناس يتكلمون عنك فأنت في الطريق الصحيح، وهي إشاعات لا تضر. أظن أن الجمهور يرغب بأن يراني متزوجا ولي أولاد، لكن كما يقول المصريون: “قسمة ونصيب”، وأنا ما زلت عازبا، لكني إذا تزوجت لن أعلنها للجمهور لأن حياتي الشخصية دائما بعيدة عن الأضواء، فكل شخص يرى الأمور بطريقته، وأنا أرى أن الجانب الفني هو المهم لكي أقدمه للناس.
– كلمة أخيرة.
أقول لجمهوري انتظر جديدي قريبا، وأتمنى أن ينال إعجابك وأن أكون دائما عند حسن ظنك.
المصدر: وكالات