الجمعة 18 فبراير 2022 – 00:51
دعت مجموعة من الفعاليات إلى “وضع حد لحالة الهدر التي لم تتوقف منذ حصول البلدان المغاربية على استقلالها”، مؤكدة “أهمية التكامل الاقتصادي والتنسيق البيني، وتحصين المنطقة من النزاعات”، داعية إلى “تحويل الصعوبات القائمة إلى فرص حقيقية للتنسيق والتعاون وبناء الثقة، أسوة بالتجربة الأوروبية وتجارب إقليمية أخرى”.
وأشار بلاغ توصلت به هسبريس إلى أن الدعوة المذكورة تأتي “في سياق أعمال المنتدى المغاربي الثالث عشر، المنعقد بصيغة حضورية للمشاركين من المغرب بمدينة الدار البيضاء، وكذلك الحاضرين من باقي الأقطار المغاربية عبر منصة التناظر المرئي، تحت شعار: المنطقة المغاربية.. بين تحديات الواقع وأسئلة المستقبل، والذي يشرف على تنظيمه مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية (مدي)، بمشاركة فعاليات مدنية تضم أكاديميين وباحثين مهتمين بالشأن المغاربي من الأقطار المغاربية الخمسة، تضع الفكرة المغاربية في قطب اهتمامها”.
وأشارت الفعاليات إلى أن ما دعت إليه جاء “تأكيدا على الروح التي كانت من وراء تأسيس المنتدى المغاربي، وكانت من وراء امتداده في الزمان دونما انقطاع لمدة ثلاث عشرة سنة، وبهدف تعبئة المزيد من المنظمات المدنية والسياسية والفعاليات والأكاديمية المتطلعة إلى فضاء مغاربي يستجيب لمتطلبات وتطلعات شعوبه في التعاون والتضامن، من أجل رفاهية شعوب المنطقة، وضمانا لحقوق أجيالها اللاحقة”، كما جاء “تخليدا للذكرى 33 لإنشاء اتحاد المغرب العربي بمراكش، وأخذا بعين الاعتبار الظرفية الاستثنائية التي تمر بها المنطقة والحاجة الملحة إلى تأكيد التضامن وإعلاء خطاب الوحدة بين الشعوب”.
ودعا البلاغ “المجتمعات المدنية المغاربية إلى تعزيز التواصل وتعميق التعاون والأنشطة المشتركة في المجالات الثقافية والفنية والرياضية والعلمية، والتفاعل الواعي والمسؤول مع الانحرافات الإعلامية التي تهدف إلى نشر الكراهية”، مع التأكيد على “أهمية الديمقراطية كخيار استراتيجي لضمان أمن ورفاهية شعوب المنطقة، وعلى أن الحوار الجدي والبناء هو الخيار الأمثل لحل كل الخلافات العالقة”، وضرورة “توحيد الجهود لتمكين الشعب الليبي الشقيق من ضمان حقوقه في الأمن والسلم، واستثمار ثرواته، ومن الاختيار الحر والمستقل لمستقبله”.
وسجلت الفعاليات ذاتها، ضمن البلاغ، دعوتها “كل الفاعلين بالحقل الإعلامي والنشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي إلى تغليب روح التعاون والتواصل والابتعاد عن الفتن والنعرات وخطاب الكراهية، مع العمل على وضع إطار أخلاقي بهدف حظر هذه الممارسات”، و”إعطاء أولوية مطلقة لأولويات الاندماج الاقتصادي، لضمان تنمية فعلية ومستقلة وإنهاء الوضع غير الطبيعي لهذه المنطقة، بصفتها المنطقة الاقتصادية الوحيدة غير المندمجة إفريقيا، وغير القادرة على بناء علاقة متوازنة مع الشركاء الأوروبيين”، مع ضرورة “فتح الحدود بين كل الدول المغاربية لتعزيز فرص التنمية والتواصل ولضمان استمرار علاقات الأخوة والهوية المشتركة بين الشعوب المغاربية”.
وأشار البلاغ إلى أن “المنتدى المغاربي يشيد بروح التفاهم والتضامن التي تسود بين كل أعضائه، ويؤكد على أهمية روح الالتزام والتعاون من أجل الترسيخ الفعلي لهذه التوصيات، والتحسيس بحقيقة أن التنمية الفعلية والمستقلة لا يمكن أن تتحقق إلا عبر بناء الثقة، والانخراط الفعلي في هذا المشروع الحيوي الذي تأخر كثيرا، وإعلاء المصالح الكبرى في الاندماج والوحدة على الرؤى الضيقة والمحدودة”.
المصدر: وكالات