أثارت عودة العلاقات المغربية الإسبانية إلى سكتها الصحيحة، بعد اعتراف مدريد بمقترح الحكم الذاتي، دور الأحزاب السياسية المغربية، وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالنظر إلى علاقاته مع الحزب الاشتراكي الإسباني الذي يقود الحكومة، في توضيح الصورة أكثر للرأي العام بالجارة الشمالية حول مقترح الحكم الذاتي.
وبالرغم من الرسالة التي بعث بها إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب “الوردة”، منذ أيام إلى رئيس الحكومة الإسبانية وزعيم الحزب الاشتراكي، فإن السؤال لا يزال مطروحا حول دور اتحاديي إسبانيا في وقف الهجوم الذي تقوم به بعض الأحزاب اليسارية على هذا التقارب بين البلدين والأدوار التي سيتم القيام بها لتذويب الخلاف.
عائشة الكرجي، منسقة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في إسبانيا، أكدت أن الدبلوماسية الحزبية الموازية التي يقوم بها حزبها تسعى إلى “توضيح الرؤى من خلال منابر عديدة كالأممية الاشتراكية، والزيارات البينية من قبيل قيام الأمين العام للحزب الحاكم بزيارة لحزبنا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وقيام الكاتب الأول لحزبنا بزيارة للحزب الاشتراكي الحاكم بإسبانيا لحظة تشكيله للحكومة”.
وشددت المنسقة نفسها، ضمن تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن حزبها قام، في هذا السياق، بتوجيه مجموعة من الرسائل؛ آخرها التي بعثها الكاتب الأول إدريس لشكر إلى الرئيس بيدرو سانشيز في بداية الأزمة وأخرى بعد عودة المياه إلى مجاريها.
وأوضحت الفاعلة السياسية أن الاتحاد الاشتراكي على مستوى إسبانيا، بكل تنظيماته، يقوم بمشاورات ومباحثات وخطوات من أجل تذويب الخلاف، مضيفة: “حتى هذه اللحظات، لا تزال المشاورات مستمرة ليس فقط مع الأحزاب بل حتى مع المجتمع المدني الإسباني”.
وسجلت المتحدثة ذاتها أن مواقف الحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم يمكن القول “إنها كانت دوما على توافق مع المصالح المغربية. أما المواقف المبدئية والايديولوجية للإطارات الحزبية فلابد أن تتكيف وتتفاعل مع محيطها الإقليمي والدولي؛ فمواقف الحزب وهو في المعارضة ليس بالضرورة أن تبقى جامدة وهو في الحكم، لأن منطق الدولة والتفاعلات هو المحدد في السياسات الخارجية وليس الإيديولوجيا”.
من جهته، لفت مشيج القرقري، نائب الكاتب الإقليمي للحزب سابقا في إسبانيا، إلى أن الاتحاد الاشتراكي “تجمعه علاقات متميزة مع الحزب الاشتراكي الإسباني، حيث نتبادل الآراء والتصورات”، مضيفا أن الفريق الاشتراكي في مجلس النواب بعد الموقف الجديد للحكومة الإسبانية يستعد لدعوة الفريق الاشتراكي لزيارة البرلمان المغربي.
وأوضح عضو المكتب السياسي لحزب “الوردة”، ضمن تصريحه للجريدة، أن ثباثيرو دائم الحضور في مؤتمرات الحزب، ووجه في المؤتمر الأخير رسالة قوية.
وشدد المتحدث نفسه على أن الاتحاد الاشتراكي، عبر تنظيماته في إسبانيا، “متواجد بعدد من المدن ونساند الحملات الانتخابية لدعم الحزب الاشتراكي، ومناضلو حزبنا دائما في الصفوف الأمامية لصد مرتزقة البوليساريو ويتظاهرون ويساندون الموقف المغربي”.
وأكد نائب الكاتب الإقليمي للحزب سابقا في إسبانيا أن الرسالة التي وجهها الكاتب الأول قبل أيام “تضمنت إشارة قوية لربط علاقة متميزة بين البلدين، وتوضيح الصورة للرأي العام الإسباني حول قضية الصحراء”.
وبخصوص مواقف بعض الأحزاب الإسبانية عقب القرار الأخير، أشار مشيج القرقري إلى أن الحزب الشعبي سيؤيد القرار الذي اتخذته الحكومة، مؤكدا أن ما صدر عنه من موقف موجه للاستهلاك الداخلي فقط بالنظر إلى استعداده لعقد مؤتمره قريبا.
وتابع القيادي الاتحادي بأن حزب بوديموس اليساري، ورغم كونه ضمن الحكومة الحالية، يرى أن القرار المتخذ من لدن بيدرو سانشيز بمثابة ضربة له وستؤثر عليه انتخابيا وبالتالي تراجع حظوظه أكثر.
وشدد المتحدث عينه على أنه بالرغم من مواقف الأحزاب السياسية داخل إسبانيا، فإن السياسة الخارجية تظل اختصاصا حصريا لرئيس الحكومة.
وكان الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد أكد، في رسالة له إلى رئيس الحكومة الإسبانية السابق، أن القرار الإسباني الأخير “يحتاج إلى الدعم والدفاع عنه أمام الشعبويين اليمينيين واليساريين المتطرفين”.
المصدر: وكالات