احتفاليةٌ بالمخطوط العربي استقبلتها العاصمة العراقية بغداد، واختتمت باستقبال رئاسي، بعدما كرّمت شخصيات بارزة في حقل المخطوط، هي: المغربي أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الحسنية للقصر الملكي، بوصفه “شخصية العام للبحث التراثي”، والمصري الدكتور محمود مهدي بوصفه المتوج بـ”كتاب العام التراثي”، والعراقي الدكتور أحمد العلياوي، مدير دار المخطوطات العراقية، بوصفه مسؤول “مؤسسة العام بالوطن العربي”، والعراقية الدكتورة نبيلة عبد المنعم داود بصفتها “شخصية العراق الاستثنائية”.
وتم هذا خلال “الاحتفالية الرسمية ليوم المخطوط العربي” ببغداد، وفق تقريرها الذي توصلت به هسبريس، وشهدت فعالياتها استقبالا خصّ به “الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد الوفد المشارك في فعاليات هذا اليوم، برئاسة أحمد فكاك البدراني، وزير الثقافة والسياحة والآثار بجمهورية العراق، ومراد الريفي، مدير معهد المخطوطات العربية بالقاهرة”.
وشارك في هذه الاحتفالية باحثون وخبراء من عدد من دول المنطقة العربية، من بينهم من المغرب: أحمد شوقي بنبين، وعبد العزيز الساوري، وعياد أبلال.
ونوه أحمد فكاك البدراني، وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، بـ”دور المخطوط العربيِّ في تشكيل كيان الأمةِ وحاضرها ومستقبلها”، قائلا إنَّه “لا يمكنُ الانشغالُ بالبحثِ العلميِّ دون رجوعِ الباحثين إلى المصادر الخطيَّةِ، إضافةً إلى أنَّ للمخطوطات دورًا مهمًّا في نقلِ مراحل التدوين التاريخي، وأنَّنا نستطيعُ مِن خلالها تلمُّسَ حياةِ المجتمعاتِ وتطوُّرها”.
كما تحدث البدراني عما “يتمتع به العراقُ قديمًا وحديثًا مِن تراثٍ مخطوطٍ ثريٍّ ضخمٍ، ومتنوِّعٍ، مِن جهة الحوامل التي كُتِبَ عليها، والموضوعات التي يُعالجها”، آملا “أن يكونَ ثَمَّة تعاونٌ قريبٌ بين الوزارة ممثلةً في دار المخطوطات العراقية ومعهد المخطوطات في التعريف بهذا التراث المخطوط”.
أما كلمة محمد ولد أعمر، مدير منظمة “الألكسو”، التي ألقاها نيابةً عنه مراد الريفي، مدير معهد المخطوطات العربية، فعبَّرت عن “سعادته وتقديره للعراق في استضافتِه هذا الحدث المهمِّ، وهو ما يُعَدُّ دعمًا مهمًّا للعمل العربيِّ المُشترك في مجال تراث الوطن العربيِّ المعرفيِّ والفكريِّ، في أرضِ العراق الشامخ الذي كان، على مرِّ العصورِ، موئل الحضارة العربيَّة الساطعة”.
في حين ذكرت كلمة الريفي أنَّ اختيارَ المعهد موضوعَ “أخلاقيات العلم وآداب الطلب”، في الدورة الحادية عشرة ليوم المخطوط العربيِّ، “يُعِيدُ إلى الأذهانِ ما امتازت به حضارتُنا مِن كَوْنِها لم تَفْصِلْ بين طَلَبِ العلم والأخذ بأخلاقِه في أيِّ صفحةٍ مِن صفحاتِ تاريخِها المُشرقِ؛ ومِن ثَمَّ فإنَّ موضوعَ اليوم الذي اختيرَ يأتي ليستحثَّ الهِمَمَ ويكشفَ الغُبارَ عن تُراثِ ثَرٍّ مضى رجالُه بعد أن ملؤوا الدُّنيا علمًا، ووَسِعُوا طُلَّابَهم بأخلاقهم المرضيَّةِ”.
وذكر مدير المعهد أنَّ “احتفاليَّةَ هذا العامِ تواكبُ الاحتفال بالذكرى الثالثة والخمسين لتأسيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، التي توافق الخامس والعشرين من يوليوز من كلِّ عام”، متابعا أن “الألكسو بوَّأت تُراثَ الأمةِ بجميع مكوِّناتِه المادية وغير المادية والمنقولة مكانةً مركزيَّةً في خِطَطِها ووثائقها المرجعيَّةِ، وجعلت إحياءَ التراث العربيِّ من أولويات خطَّةِ عملها المستقبلية (2023- 2028)، معتبرةً في ذلك إرثَ الكتابِ العربيِّ المخطوطِ أحدَ أهمِّ أركانِ تُراثِ الأُمَّة، لما يكتنزه من معارفَ صاغها العقلُ العربيُّ على مرِّ العصور”.
كما وضح المتدخل أن “أرضَ العراقِ هي أوَّلُ دولةٍ تستضيفُ فعالياتِ يومِ المخطوطِ العربيِّ خارجَ دولة المقرِّ”، بعدما احتضنته مصرُ في دَوْراته العشرِ السابقةِ، مضيفا: “هو أمرٌ سيحرصُ عليه المعهدُ في ما هو قادمٌ مِن أعوام”.
أما أحمد العلياوي، مدير دار المخطوطات العراقية، فتطرق إلى “موروثِ عُلماء العراقِ الأفذاذ في شتَّى العلوم”، وزاد: “نتلمَّسُ مخطوطاتِهم، ونمرُّ عبر أزمنةِ الكتابةِ وطرق التأليفِ ودقائق الخطِّ لنقفَ عند رواية التاريخ، ونرى التاريخ الفكري للقدماء، ونستكشف عوالم لم نعرفها مِن قبل”.
المصدر: وكالات