احتضنت القاعة 11 بمقر مجلس النواب، صباح اليوم الخميس، افتتاح أشغال الدورة الثامنة والعشرين للجمعية الجهوية الإفريقية، التابعة لـ”الجمعية البرلمانية للفرنكفونية” (APF Région afrique).
وافتُتحت أشغال هذه الدورة، التي يحتضنها المغرب بحُكم أن رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي يشغل حاليا منصب نائب رئيس الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، بجلسة رسمية تضمنت كلمة مطولة ألقاها أداما بيكتوغو Adama Bictogo، رئيس الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية ورئيس “الجمعية الوطنية” في ساحل العاج، الذي تقدم بـ”عبارات الشكر الحارة إلى المملكة المغربية ورئيس مجلس النواب على حفاوة وكرم الاستقبال”، مشيرا إلى أن المغرب يظل “البلد الصديق والأخوي لساحل العاج وباقي الدول الإفريقية”.
وتحدث رئيس الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، ضمن معرض كلمته، عن مخاض الأزمات التي يمر منها العالم، موردا في هذا السياق الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في موجة تضخم عالمية؛ من أهم مظاهرها ارتفاع أسعار مواد الطاقة والمحروقات، والغذاء خاصة القمح الذي يهدد بعض بلدان القارة الإفريقية، مؤكدا أنه لا يمكن “تجاهل تداعيات الجائحة الوبائية”، مضيفا إليها “إشكالية التغيرات المناخية وعدم الاستقرار في التنوع البيئي”.
من جهته، استهل راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، حديثه بالقول إن “البرلمان المغربي يتشرف ويفخر باستضافة هذه الجمعية الجهوية الإفريقية للجمعية البرلمانية للفرنكوفونية”، معبرا عن اقتناعه بأنها ستكون فرصة لائقة لتعميق المناقشة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك المدرجة في جدول أعمالها”.
ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة الـ28 مناقشة ومعالجة مواضيع تقارب قضايا الديمقراطية، ومنطقة التجارة الحرة الإفريقية، والمشاركة النسائية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن المشاركة الفعالة للبرلمانيين في قضايا البيئة وتغير المناخ، والوضع السياسي والاجتماعي والصحي في دول المنطقة الفرنكفونية في إفريقيا.
كما ينكب المشاركون، طيلة يومين، على مدارسة تقرير أنشطة الجمعية الجهوية، وإعادة هيكلة مناصب المسؤولية داخل أجهزة الجمعية البرلمانية للفرنكفونية في أفق انعقاد الدورة الـ 47 بكيغالي في رواندا، خلال شهر يوليوز 2022.
“مِن المطلوب منا أن نبدي تضامنا لا يتزعزع، بالنظر إلى السياق الذي تُعقد فيه هذه الدورة، إذ يتسم بأزمة ثلاثية؛ صحية، اقتصادية ومناخية”، أكد الطالبي العلمي مشيرا إلى أن “شبح هذه الأزمة يهدد البشرية جمعاء، ولاسيما أضعف أطرافها ودُوَلها التي يتواجد معظمها في قارة إفريقيا”.
وفي “سياق صعب”، أردف رئيس مجلس النواب المغربي أن “الصراعات، القديمة والجديدة، لا تزال تنشب في جميع أنحاء قارتنا”، لافتا إلى أن “التملك المشترك للمُثل والمبادئ الديمقراطية من قبل البلدان الإفريقية – وهو اتجاه أساسي يبدو أن تصميمنا عليه لا رجعة فيه – لم يمنع تصاعد محاولات الاستيلاء على السلطة من خلال العنف في إفريقيا.
كما أشار رئيس مجلس النواب، في معرض مداخلته أمام البرلمانيين، إلى أنه “سيكون من الوهم الحديث عن الاستقرار والتنمية، إذا لم تتخلص إفريقيا من العديد من التحديات الملحة، سواء كان ذلك تهديد الإرهاب والتطرف العنيف، أو عودة التغييرات غير الدستورية في الحكومات والأنظمة، فضلا عن مختلف آثار الاحتباس الحراري”.
وفي مواجهة هذه التحديات، اعتبر المسؤول المغربي ضرورة البقاء “ملتزمين بالقيم الأساسية للجمعية البرلمانية للفرنكفونية، المتمثلة في الديمقراطية، واحترام سيادة القانون، والمساواة بين الجنسين، وحقوق الإنسان، وإظهار إرادة ملموسة أكثر للتعاون فيما بين البلدان الإفريقية، بشكل أكثر حزما ونشاطا”.
وفي هذا الصدد، تحدث الطالبي العلمي عن منطقة التجارة الحرة القارية لإفريقيا (ZLECAF) كـ”أداة فعالة لتحقيق أقصى استفادة من إمكاناتها”، مضيفا أن “تنفيذها الفعال سيؤدي إلى تكثيف التجارة بين البلدان الإفريقية وتحفيز النمو القوي القادر على تعزيز فرص الشباب وتمكين المرأة؛ قبل أن يخلص إلى أن “نجاح المزيد من القدرة التنافسية الاقتصادية والدينامية التجارية وتحسين مرونة قارتنا الفتية تجاه التقلبات الحالية والمستقبلية على الساحة العالمية”.
وتُعتبر الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، التي تم إحداثها في ماي 1967 في لوكسمبورغ، بمثابة “منتدى للحوار وتقديم المقترحات وتبادل المعلومات والتجارب حيث تضم في عضويتها شُعبا برلمانية تتوزع على القارات الخمس”. كما يشار إلى أن البرلمان المغربي قد انضم إلى الجمعية البرلمانية للفرنكفونية سنة 1979، واحتضن أشغال بعض دورات الجمعية الجهوية لإفريقيا (الدورة الـ19 سنة 2011، والدورة الـ25 سنة 2017، والدورة الـ27 سنة 2019).
المصدر: وكالات