كانت تنظر إلى المنازل المنهارة بحسرة وألم، وتتذكر بيتها واللحظات التي عاشتها فيه لسنوات، وشكلت فيه أسرتها الصغيرة.
في دوار تيكخت بأقصى جبال شيشاوة قضت فاطمة عمرها، وبنت فيه أسرتها على غرار الكثير من النساء في هذه المنطقة.
كانت تستعد لحفل زفاف ابنتها وتعد العدة له، ولم يتبق سوى تحديد موعد المناسبة لتفرح بابنتها العروس إسوة بباقي النساء. لكن يوم الثامن من شتنبر 2023 سينقلب كل شيء، ويصير من كان في الأعلى أسفل، وتهتز الأرض من تحت الأقدام، ويتحول الفرح إلى مأتم.
حدث الزلزال وصارت النكبة في الدوار، وعم الهلع وانتشرت رائحة الموت في كل الأرجاء، عاش من عاش، وفارق الحياة كثيرون، صغارا وكبارا.
فقدت فاطمة أبناءها الأربعة، بمن فيهم المقبلة على الزواج، فيما كتب لها، هي، عمر جديد رفقة زوجها، لينطلقا مجددا في الحياة الزوجية من نقطة الصفر.
تحكي الزوجة وقائع تلك الليلة المؤلمة قائلة: “تناولنا وجبة العشاء، وانصرف الأبناء إلى غرفهم للنوم، فجأة شعرنا باهتزاز الأرض وعم الصراخ المكان، وساد الظلام الأرجاء”.
وتتابع “انهار المنزل علينا، وصرنا تحت الركام، ولم يعد أحد منا يرى الآخر، فقط الصراخ ومناشدة الإنقاذ من الموت تحت الأنقاض”.
بالنسبة لهذه السيدة، فإن توقفت الحياة بعد خروجها وزوجها من تحت الركام دون أبنائها الأربعة. “عندما أختلي بنفسي في هذه الخيمة أعيد سيناريو تلك الليلة، المشاهد لا تنسى، والعيش بدونهم لا يمكن تصوره ولا يخطر على بال”.
خطيب ابنتها البكر، التي كانت تستعد لتزفها عروسا له، بدا مصدوما حين سماعه خبر وفاة خطيبته تحت الأنقاض، تحكي الأم.
أما زوج فاطمة المكلوم، الذي لم يكن قادرا على الحديث عن الواقعة، فاكتفى بالقول: “الحالة المدنية تمسحات”، في إشارة إلى فقدان أبنائه الأربعة.
المصدر: وكالات