كبُرت مآسي أهالي دوار أولاد علي الواد بجماعة برادية بإقليم الفقيه بن صالح، نتيجة تأخر إنشاء مشروع الصرف الصحي؛ وهو ما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة، ويزيد من مخاوف احتمال اختلاط مياه الشرب بالمياه العادمة.
مواطنون من الدوار المذكور طالبوا، في تصريحات متطابقة لهسبريس، السلطات الإقليمية بالفقيه بن صالح والمجلس الجماعي المنتخب في الثامن شتنبر بالإسراع بحل معضلة المياه العادمة التي لم يعد الأهالي قادرين على تحمل آثارها السلبية.
وكشفت الحاجة فاطمة، وهي من القاطنين بالدوار، أن ظهور بعض المستنقعات والسواقي العشوائية في عدد من الأماكن وبجل الأزقة التي تفتقر إلى قنوات الصرف الصحي تسبب في انتشار الحشرات والروائح الكريهة، وزاد من مشاكل القاطنين بالدوار، وحدّ من علاقات الأسر بسبب المشادات اليومية عن تصريف المياه المستعملة.
وأضافت المرأة، التي كانت تحكي بلغة مفعمة بالقلق والأسى، أن هذا الوضع استمر لسنوات على الرغم من الوعود التي تلقتها الساكنة بشأن إنجاز الشبكة بالدوار، مشيرة إلى أن الأمل في إنهاء هذا الكابوس يبقى مرتبطا بالمجلس الجديد الذي يبدو أنه يأخذ الأمور بمحمل الجد.
وفي حديثها مع هسبريس، قالت المتحدثة: “إن سواقي الصرف الصحي العشوائية، والتي انتشرت بشكل كبير بالدوار، قد أنهكت المرضى الذين يعانون من مشاكل صدرية، وباتت تهدد الأطفال، وما زاد من حدتها قلة التساقطات واستمرار موجة الحرارة بالمنطقة”.
بدوره، أبرز عبد الله بايو، وهو مهاجر مغربي، أنه أدى حوالي 7500 درهم للجماعة وحوالي ثلاثة ملايين سنتيم ضريبة للدولة، في الوقت الذي توقف فيه مشروعه (مقهى) عن العمل بشكل شبه نهائي بسبب مياه الوا الحار، داعيا السلطات المحلية والمجلس الجماعي إلى التدخل لإنهاء هذه الكارثة البيئية.
وأضاف المهاجر أنه استثمر كله “رزقه” في مشاريع تنموية بالجماعة الترابية، وأدى كل الواجبات المفروضة عليه كمستثمر لمؤسسات الدولة في الوقت الذي يتم فيه هضم حقوقه، متسائلا عن الفائدة من الدعوة إلى الاستثمار في مكان يشكو من أعطاب تنموية، ومطالبا باسترجاع أمواله التي أداها للدولة مقابل خدمات لم يتم تحقيقها بعدُ.
من جهته، أوضح حميد خضرة، رئيس الجماعة الترابية برادية المنتخب في استحقاقات الثامن شتنبر الماضي، أن ساكنة الدوار المذكور تعاني كأغلب دواوير الجماعة من مشاكل حقيقية جراء غياب الصرف الصحي.
وأفاد المسؤول الجماعي ذاته بأن المجلس الجماعي السابق أبرم صفقة همّت بعض القنوات بالدوار التي تمثل 10 في المائة من القنوات المركزية فقط، مؤكدا أن المجلس الحالي يعمل على برمجة صفقات لإنجاز قنوات مركزية وفرعية أخرى لتغطية الخصاص الكبير في الصرف الصحي، بالإضافة إلى محطات صغرى للتصفية ومحطة كبرى لتجميع مياه الصرف الصحي.
وأضاف الرئيس المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار أن هذا النوع من المشاريع يحتاج إلى إمكانيات مادية كبرى تفوق مداخيل الجماعة الترابية، وأن هناك جهودا تبذل من أجل البحث عن مصادر للتمويل بالتنسيق مع السلطات وباقي المتدخلين في التنمية المحلية، مؤكدا أن مشروع الصرف الصحي وتعميمه على كل تراب الجماعة يعتبر أولى أولويات المجلس الجماعي برادية؛ نظرا للخصاص الكبير المتراكم من السنوات الفارطة، ونظرا لكون برادية أصبحت مركز جذب للاستقرار من جماعات أخرى من داخل الإقليم وخارجه.
المصدر: وكالات