فاز مناصفة الباحثان الجامعيان بوجمعة بيناهو وعبد الخالق سداتي بالجائزة الوطنية للدراسات والأبحاث حول ديناميات المجال الصحراوي، في دورتها الأولى، التي نظمت اليوم السبت بمدينة مراكش من طرف جامعة القاضي عياض، بشراكة مع جهة مراكش آسفي.
وفي حفل تسليم هذه الجائزة، قال مولاي الحسن أحبيض، رئيس جامعة القاضي عياض: “تتزامن هذه المناسبة مع الاحتفال بالذكرى 23 لتربع الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين”، مضيفا: “تعتبر هذه النسخة تعبيرا قويا في دعم وتحفيز كل المشاريع والمبادرات العلمية للتعريف برأس المال المادي واللامادي للأقاليم الجنوبية في أفق تثمين مؤهلاتها وتنميتها بما يعود بالنفع على مستوى عيش الساكنة”.
وفي معرض حديثه عن دور الجامعة، قال أحبيض: “نسعى في هذه المؤسسة العلمية إلى طرق السبل الكفيلة بإنجاح الدبلوماسية الموازية، ونعمل على تنمية وتطوير أدوارها وقنواتها باعتبارها مكمّلا رئيسيا للتوجهات الملكية السامية، ولاسيما أن العصر الراهن في حاجة ماسة إلى منح الفعل الدبلوماسي القدرة التأثيرية والفعالية الضرورية، ونوعا من الحكمة والتشاركية في الدفاع عن القضايا الوطنية، وعلى رأسها الوحدة الترابية”.
وواصل قائلا: “ما أقصده هو أن طموح الجامعة لا يقف فقط عند تنظيم الجائزة وإعلان نتائجها والحرص على ضمان استمراريتها، بل يسعدني أن أتقاسم معكم رغبتنا في تحقيق السبق العلمي في إصدار أول تقرير استراتيجي وطني حول الأقاليم الجنوبية، وسنبحث دائما عن أبرز الآليات والإجراءات الكفيلة بتطوير مقاربة جديدة للتعليم العالي ترتكز على البحث والتطبيق وثيق الصلة بالواقع، تكون فيها مواضيع البحث متمحورة حول تحديات التنمية الوطنية والمحلية، ومرتبطة بمنظومة للتحفيز والتشجيع على التميز”.
من جهته، أشار سمير كودار، رئيس مجلس جهة مراكش آسفي، إلى أن هذه المؤسسة المنتخبة “ستواكب أي مشروع لجامعة القاضي عياض”، موردا: “تنسجم هذه المبادرة مع الرهانات المؤسساتية الرامية إلى مواكبة الجهود الدبلوماسية والتنموية في سياق يتسم بتسجيل العديد من المكاسب والتطورات الملموسة والمؤثرة إيجابا بالأقاليم الجنوبية للمملكة”.
وقال: “لهذا الغرض، راهن المغرب على مقاربة ترسخت، منذ سنوات، كإرادة قوية لجعل الأقاليم الجنوبية واجهة أخرى لمغرب بطموحات كبيرة نحو تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية بين مختلف جهات المملكة؛ فمنذ استرجاع الصحراء المغربية، بعد المسيرة الخضراء المظفرة في 1975، تمثلت الأولوية الأولى والملحة في ضمان حياة كريمة للساكنة وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي للأقاليم الجنوبية في كل ربوع الوطن”.
وعن النسخة الأولى لهذه الجائزة، قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش: “تعتبر هذه التجربة رائدة ومتميزة على الصعيد الوطني، لأننا نحتفي بباحثين مغاربة ينتمون إلى الأقاليم الجنوبية، شاركوا في هذه المسابقة التي عرفت انخراط 28 باحثا، من خلال مشاركات تنوعت بين الكتب والأطروحات”.
وأوضح بنطلحة الدكالي، الذي يشغل أيضا مديرا للمركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، أن هذه الجائزة تميزت بمشاركة أبحاث متميزة نالت إعجاب لجنة التحكيم التي تكونت من حسن قرنفل، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي، ومحمد حركات، أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، ومحمد سرحان عضوا، وامحمد مالكي مقررا.
وبمناسبة فوزه بهذه الجائزة، قال بوجمعة بيناهو، الذي شارك بأطروحة تناولت “تأثير مؤسسة القبيلة على إنتاج تمثيلية النخب المحلية الصحراوية-دراسة لمحددات السلوك الانتخابي”، في تصريح لهسبريس، “تضاف هذه المبادرات العلمية إلى جانب النجاحات التي تشهدها الأقاليم الصحراوية، وتنمية تشهدها مختلف الجهات الجنوبية الثلاث، ومن الطبيعي أن تنخرط الجامعة المغربية في هذا الرهان التنموي، لتنفتح على الأبحاث والدراسات التي تقارب قضايا بالمجتمع الصحراوي، وتعيد النفس إلى هذا الجزء من المملكة المغربية”.
من جهته، عبر عبد الخالق سداتي عن سعادته بهذا التتويج، “الذي يدل على الرغبة في المعرفة والمزيد من الاجتهاد في دراسة قضايا راهنية مرتبطة بالمجتمع الصحراوي”، وفق تعبيره.
وعمّا ساعد بحثه على الفوز بالجائزة الأولى، قال سادتي لهسبريس: “اعتمدت في بحثي حول الشباب والمؤسسات في الصحراء إشكالية الفاعل والنسق في ظل التحول الثقافي، وبروز الهويات الجديدة، منهجية تمثلت في المزج بين المناهج الكمية والكيفية، وتقنيات جديدة، وهذا ما جعل الكتاب متميزا”.
المصدر: وكالات