رابع موجات الجائحة بالمغرب .. خبير طبي يفسر وجود ملقحين في لائحة الوفيات

متغيرات عديدة تحملها بيانات “كورونا” الأخيرة في المغرب؛ فأمام الانخفاض الكبير الذي عرفته الإصابات، تتكرر أماني التخلص نهائيا من الجائحة والمرور نحو مراحل يُتجاوز فيها الحديث عن “قيود الفيروس” ونقاشات “أهمية التلقيح”.

ولا تمضي الأمور وفق هذه الأماني لدى اللجنة العلمية التي تؤكد أن الأمر لا يتعدى الخروج من موجة رابعة، مع تهديدات مستمرة مرتبطة بحلول فصل الخريف وتجدد الدعوة إلى التلقيح رغم وتيرته البطيئة.

وإلى حدود الساعة، لم تستطع المنظومة الصحية إيجاد سبيل للوصول إلى إقناع المواطنين بالانخراط في عملية التلقيح، خصوصا أمام الأرقام التي تفيد بأن 24 في المائة من مجموع المتوفين خلال فترة الموجة الرابعة تلقوا ثلاث جرعات.

وتثير هذه المعطيات أسئلة كثيرة لدى المواطنين بخصوص جدوى عملية التلقيح أمام تواتر أخبار تسجيل وفيات في صفوف الملقحين؛ لكن اللجنة تتشبث بضرورة تلقي الجرعة الرابعة لتعزيز المناعة.

سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، قال إن ما يجري ليس نهاية لفيروس كورونا بل تجاوزا للموجة الرابعة، مشيرا إلى أن المغرب يتواجد حاليا في المنطقة الخضراء والمنحنى الوبائي تنازلي إلى حدود اللحظة.

وأضاف عفيف أنه لم تسجل، خلال يوم أمس، أي حالة خطيرة. كما أن نسبة ملء أسرة الإنعاش تراجعت إلى 0.7 في المائة، فضلا عن ارتفاع نسبة التعافي إلى 98 في المائة، وانخفاض معدل الإماتة إلى 1.3 في المائة.

وأورد المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن نسبة إيجابية فحوصات كورونا انخفضت من 26 في المائة إلى 0.13 في المائة، مؤكدا أن الفيروس غائب حاليا؛ لكن هناك ترقب لظهور أي متحور جديد، خصوصا في فصل الخريف الذي يشهد تناميا للفيروسات.

وأكد عضو اللجنة العلمية أن التلقيح ضروري جدا، خصوصا بعد الأرقام التي صدرت عن الموجة الرابعة؛ فنسبة 42 في المائة من المتوفين لم يكونوا ملقحين على الإطلاق، و34 في المائة كانوا ملقحين بجرعة أو اثنين، و24 في المائة لهم ثلاث جرعات لكن تجاوزت الستة أشهر ويبلغون أكثر من 62 سنة.

مصطفى الناجي، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، أورد أن نهائية الجائحة أمر غير مطروح حاليا؛ فرقم الثلاثين إصابة يمكن أن يتحول إلى أكثر في أية لحظة، مؤكدا أن مستوى انتقال الفيروس ضعيف والوضعية الوبائية مستقرة.

وأورد رئيس مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني، في تصريح لهسبريس، أن إمكانية بروز موجة خامسة واردة، خصوصا في شهر أكتوبر الذي يشهد فصل الخريف وانتشار الأنفلونزا عموما، مطالبا بضرورة استدراك وضعية التلقيح المحتشمة جدا.