في الفاتيكان، استعرضت رجاء ناجي مكاوي، سفيرة المملكة لدى الكرسي الرسولي، الموقف المغربي من “المجزرة المتواصلة والمتزايدة ضد الأطفال والمدنيين، والمستشفيات والمدارس في غزة”، قائلة إن ما يحدث يُظهِر “إلى أي حد يحتاج العالم إلى الحكمة والبصيرة”.
وفي ندوة نظمتها “كاريتا بوليتيكا”، بشراكة مع سفارة بولونيا بالفاتيكان، حول “ذكريات وآمال” البابا جون بول الثاني، بحضور جمهور من الدبلوماسيين المعتمدين، ورجال دين، ختمت السفيرة كلمتها عن تاريخ العلاقات بين المغرب والكرسيّ الرسولي بإثارة الانتباه إلى القصف المتواصل على قطاع غزة الفلسطيني، والموقف المغربي من هذا العدوان الإسرائيلي.
واستشهدت السفيرة بزيارة البابا فرانسيس إلى المغرب سنة 2019 وتوقيعه مع الملك محمد السادس “نداء القدس” من أجل “حماية الطابع الديني المتعدد للمدينة المقدسة، واستمرارية التعايش، وإمكانية الصلاة جنبا إلى جنب بين المؤمنين من الديانات التوحيدية الثلاث”.
وقالت إن “هذا النداء المُلحّ” صالح اليوم في “هذا الوقت الذي يعرف كارثة كبيرة؛ مجزرة تعيشها فلسطين، تستهدف الأطفال، والمدنيين، والبنيات التحتية المدنية… ويحرم فيها مليونان ونصف المليون من سكان غزة من الماء، والكهرباء، وكل الأمور الحيوية”.
وفي كلمتها، تحدثت ناجي مكاوي عن “العلاقات الممتدة لقرون بين المغرب والكرسي الرسولي، التي تعود إلى القرن 11، والتي تقوّت في فترة البابا جون بول الثاني”.
وذكّرت السفيرة بزيارة الملك الراحل الحسن الثاني، أمير المؤمنين، في اليوم الثاني من أبريل سنةَ 1980، التي كانت “أول زيارة لرئيس دولة مسلم إلى الفاتيكان، وكانت لها حمولة رمزية، أعطت زخما جديدا لعلاقات المملكة والكرسي الرسولي”.
كما استحضرت “التكريم الكبير لجون بول الثاني بالمغرب، عند زيارته الأولى إلى بلد مسلم، وموقفه الذي مس المغاربة بعمق، لمّا سجد وقبّل الأرض المغربية”، وهي زيارة نظّمت تحت يافطة “الحوار بين الديانات، والحوار بين المسيحيين والمسلمين، الذي هو اليوم أكثر أهمية من أكثر وقت مضى”.
وقالت: “هذه الزيارة أعطت علاقة جديدة بين المسلمين والمسيحيين انطلاقا من بلد مسلم”، كما كانت “منطلق تطور للكنيسة الكاثوليكية تجاه مصالحةٍ محترمة مع الإيمان الإسلامي، على أساس القيم المشتركة المتجذرة لدى المسلمين والمسيحيين”.
وذكّرت السفيرة بزيارة الملك محمد السادس الرسمية إلى الفاتيكان في أبريل من سنة 2000، و”لقائه التاريخي بالبابا جون بول الثاني”، الذي يظهر إرادة الملكَين “في تنمية الحوار بين أمير المؤمنين، والرئيس الأكبر للكنيسة الكاثوليكية”، منبهة في الآن ذاته إلى أهمية تاريخ الزيارات المتبادلة لأنها “ليست زيارات بين رئيسي دولتين فقط، بل أيضا بين زعيمين دينيّيَن”.
وشددت رجاء ناجي مكاوي على أن هاتين الزعامتين الدينيتين بالمغرب والفاتيكان (أمير المؤمنين والبابا) هما “القادرتان على التوجيه صوب حوار أكثر، ونحو السلام والتعايش، وإحداث تقدم إيجابي تجاه الحوار بين الأديان، والحوار بين الحضارات، في العالم الذي بالكاد وجد توازنا، والذي تُسكِت فيه لغة الأسلحة وتُميّع كل الدعوات إلى السلام والحوار”.
المصدر: وكالات