“كُلشي غادي يمشي للشارع”، يتحدث بحزن عبد الله لمباركي، نيابة عن زملائه من الحمالين والمرشدين (الكورتية) الذين كانوا يشتغلون بالمحطة الطرقية القديمة بالقامرة بالرباط.
وكان يقف أمام الباب الحديدي للمحطة القديمة، ووراءه عدد من زملائه، وأضاف بأن إغلاق المحطة القديمة، ليلة الخميس، والانتقال إلى المحطة الطرقية الجديدة للحافلات سيتسبب في معاناة المرشدين والحمالة، سيما أن الانتقال يتزامن مع آخر الشهر، حيث موعد أداء واجبات كراء أو تسديد أقساط القروض البنكية لمنازلهم.
عبد الله الذي كان يعتمر قبعة حمراء، ويرتدي جاكيطة تحميه من برد الصباح الباكر، انتقد في حديث لموقع “اليوم 24” عدم إنصات المسؤولين بالرباط لمطالب زملائه وعدم التفكير في إيجاد حلول لمشكل البطالة التي “تهدد حوالي 800 أسرة بسبب تشريد معيليها من المستخدمين بالمحطة”.
لحسن مشكاكا، قال “إن مصيرنا هو الضياع”، داعيا إلى تعويضهم من خلال توفير مناصب شغل على غرار ما قامت به جماعة طنجة التي مكنت مستخدمي محطتها الطرقية القديمة من مصدر رزق من خلال حراسة مواقف السيارات أو الإنعاش الوطني.
واعتبر عبد اللطيف أنور، رفض تشغيلهم بالمحطة الطرقية الجديدة “غير معقول”، وطالب بإيجاد حلول عاجلة لهم.
أحد المتضررين الذي يناهز عمره الثمانين سنة، قال إنه اشتغل في محطة القامرة منذ 1983، ولديه ستة أبناء وهو الوحيد الذي يعيلهم.
وأضاف بأنه حاول الاشتغال من خلال دراجة ثلاثية العجلات اقتناها له أحد المحسنين غير أن منعه من قبل السلطات المحلية من العمل بواسطتها جعله يعود للعمل بالمحطة.
وأشار إلى أن الحمالة والمرشدين كانوا يوفرون الحماية للمسافرين من “لكريساج”.
متضرر شاب يرتدي قميصا أسودا، ويحمل وشوما في بعض مناطق ذراعيه وعنقه حمل مسؤولية تشريدهم للدولة.
وقال “إنها رمت به وبأمثاله للاشتغال في هذا الميدان وبأنه يحمل ديبلوما”، وخاطب المسؤولين “علاش مفكرتوش في الشمكارة الذين يقطنون في هذه المحطة ؟”.
المصدر: وكالات