وضعت المفاوضات التي رعتها الصين نهاية للأزمة التي نشبت بين إيران والمملكة العربية السعودية، والتي توقفت على إثرها العلاقات الديبلوماسية بين البلدين منذ سنة 2016، عقب إعدام المملكة رجل دين شيعيا معارضا يدعى نمر النمر.
وأعلن الطرفان أول أمس الجمعة، وفق ما تم نشره عبر الوكالات الرسمية للبلدين، عن “توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وتمثيلياتهما خلال مدة أقصاها شهران”.
ومن شأن الإعلان عن استئناف العلاقات الديبلوماسية بين الطرفي، أن يرخي بظلاله على بلدان أخرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضمنها المغرب الذي قطع علاقاته الديبلوماسية مع إيران دفاعا عن وحدته الترابية بعد محاولات الدولة الفارسية استهدافها من خلال الدعم العسكري لحليفها حزب الله للبوليساريو.
في هذا الصدد، سجل خالد شيات، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الأول في وجدة، أن المملكة المغربية ونظيرتها السعودية تشتركان في رفض التأثير المذهبي الإيراني والتدخل في سيادة الدول، وقد تختلفان في طبيعة التعامل وربط العلاقات الديبلوماسية، مضيفا: “أعتقد أن كل طرف له تصور وسياسة داخلية وخارجية مستقلة عن الطرف الآخر”.
وأعرب شيات، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن اعتقاده أن “هذا لا ينفي أن المغرب قد يرحب بهذا التقارب إذا سعت إيران إلى طي خلافاتها وسياستها التوسعية والعدائية ضده، بالأساس في علاقتها بالصحراء المغربية. ما عدا ذلك، أعتقد أن المملكة لن تتسامح في علاقتها مع طهران”.
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية أن هناك، بدون شك، ما يجمع بين المغرب والسعودية في علاقتهما بالدولة الفارسية، يتمثل في رفضهما، كما حدث في اللجنة الرابعة التابعة لجامعة الدول العربية، للتدخل الذي تقوم به طهران في علاقتها بحزب الله في بعض الدول العربية، لا سيما في شمال إفريقيا، أساسا المغرب، بتنزيل سياستها الاستراتيجية وعلاقتها المشبوهة مع جبهة البوليساريو.
وشدد المتحدث نفسه على أن “هذا الأمر يتقاسمه الجانبان المغربي والسعودي على المستوى الاستراتيجي، إذ إن سياسة إيران التدخلية تجعل كل الدول العربية الأخرى، بما فيها السعودية والمغرب، في توجس منها ومن رؤيتها التوسعية”.
واعتبر أستاذ القانون العام أن استهداف إيران للسعودية والتمكن منها، “سيكون خرابا على الشرق الأوسط، وبالتالي تحويله إلى منطقة شيعية تصادمية، وسيبقى الدور آنذاك على شمال إفريقيا، وهو ما تنبه إليه المغرب وسارع إلى التنديد بكل تقارب إيراني جزائري، لأن هذا التأثير المذهبي الذي يمكن أن تقوم به إيران في شمال إفريقيا سيكون كارثيا على استقرار الدول في العقود القادمة”.
المصدر: وكالات