بيروت / الأناضول
طالب القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان، الثلاثاء، المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لدفعها إلى الإفراج عن جميع المعتقلين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، و”فضح انتهاكاتها المتصاعدة” بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده حمدان بالعاصمة اللبنانية بيروت، وتابعته الأناضول.
وقال حمدان إن “قضية الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال تُعد من القضايا الوطنية المركزية لحركتنا وشعبنا في كل ساحات الوطن وخارجه، كما أنها قضية إنسانية عادلة، ولا يمكن أن نقبل باستمرار معاناتهم وتصعيد الاحتلال الانتهاكات ضدهم”.
وأضاف أن “هذا التصعيد الإجرامي ضد الأسرى والمعتقلين من الضفة الغربية والقدس المحتلة في سجون الاحتلال، والرهائن والمختطفين من قطاع غزة في مراكز ومعسكرات الاعتقال، يأتي في ظل حكومة إسرائيلية تُوصف بأنها الأشد نازية وتطرفا”.
وأشار في هذا الصدد إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير “يُمعن يوميا في سياسته الانتقامية من أبناء شعبنا الأسرى والمختطفين”.
** إخفاء قسري لمعتقلي غزة
ولفت حمدان إلى “جريمة الإخفاء القسري التي يمارسها الاحتلال واستمرار التعتيم المُمنهج حول حقيقة أوضاع الأسرى والمعتقلين والمختطفين والمحتجزين من غزة في سجونه ومعسكرات اعتقاله منذ 7 أكتوبر”.
وأشار في هذا الصدد إلى ما كشفته صحيفة “هآرتس” العبرية بشأن “اعتقال أكثر من 4000 من غزة منذ بداية الحرب”، وصدور أوامر اعتقال دائمة حسب وصفهم بحق 2000 منهم”.
وذكر أن “الاحتلال يمنع المؤسسات الحقوقية والإنسانية المعنية، وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي، من الوصول إلى الأسرى، وتقييم أوضاعهم، خصوصًا الأسرى الذين اختطفهم من غزة”.
واستنكر القيادي في حماس “تجاهل معاناة ومأساة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، المستمرة منذ 76 عامًا (أي منذ إعلان ما يُعرف بدولة إسرائيل عام 1948)، والتي تصاعدت وازدادت حدّتها منذ 7 أكتوبر، مقابل الاهتمام الكبير الذي تظهره الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية، بأسرى الاحتلال لدى المقاومة”.
واعتبر ذلك “سلوكا فاضحا يؤكد الانحياز الأعمى للاحتلال الإرهابي، وإغماض العين عن معاناة ومأساة شعبنا المستمرة”.
** انتهاكات بحق معتقلي غزة
ولفت حمدان إلى “شهادات مروعة ومفجعة” للغزيين المُفرج عنهم من قبل إسرائيل، و”التي تروي فظاعة الانتهاكات وبشاعة الجرائم التي ارتكبت ضدّهم خلال مدة الاعتقال والاحتجاز”.
وأشار في هذا الصدد إلى أن تقارير مسؤولين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أكدت “إرسال الاحتلال 225 جثمانا لشهداء شعبنا إلى غزَّة في 3 حاويات منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023″، ونقلتها “الوكالة إلى السلطات الصحية المحلية لدفنها”.
وذكر أنه “بتاريخ 4 أبريل/ نيسان 2024، كشف طبيب إسرائيلي يعمل في مستشفى ميداني أُقيم في معسكر اعتقال سديه تيمان” بصحراء النقب (جنوب إسرائيل) عن تجاوزات قانونية ترتكب بحقّ معتقلي غزة في المعسكرات”.
إذ قال هذا الطبيب، وفق حمدان، إنه “خلال أسبوع واحد فقط تمَّ بتر ساق أسيرين بسبب مضاعفات نتجت عن تقييدهم بالأصفاد”، و”أكد أن الأمر بات اعتياديًا، كما وصف ظروف الأسرى الغزيين بالمزرية”.
أيضًا، لفت حمدان في هذا الصدد إلى أن “أعداد الشهداء داخل سجون الاحتلال ارتفعت بشكل غير مبسوق؛ فمنذ 7 أكتوبر تمَّ الإعلان عن ارتقاء 18 أسيرًا في الضفة الغربية والقدس المحتلة”.
وأضاف أنه “بتاريخ 28 مايو/ أيار 2024، كشف جيش الاحتلال عن استشهاد 37 فلسطينيًا من غزَّة في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية، منذ 7 أكتوبر”.
وأشار حمدان، كذلك، إلى أن “الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين تصاعدت بشكل غير مسبوق بعــد 7 أكتوبر، ليصل عدد الأسرى والمعتقلين منذ ذلك التاريخ إلى ما يقارب 9500 معتقل فلسطيني”.
** تهديد باغتصاب معتقلات غزة
وحول أوضاع النساء المعتقلات من غزة في سجون إسرائيل، قال حمدان إنه “منذ 7 أكتوبر، وثّقت مراكز حقوقية فلسطينية ودولية وتقارير إعلامية غربية شهادات مروعة من معتقلات ومحتجزات من غزة، تم اعتقالهن واحتجازهن من قبل جيش الاحتلال، وتعرضن لانتهاكات مروعة”.
وأوضح أن هذه الانتهاكات شملت، وفق الشهادات، “التحقيق القاسي والتهديد من قبل جنود الاحتلال بالاغتصاب حال عدم إطاعة أوامرهم بتسجيل مقاطع مصورة تهاجم حركة حماس، والتهديد بعدم رؤية الأبناء حال عدم الاستجابة لهم”.
كما شملت الانتهاكات “التفتيش شبه العاري، والإبقاء على هذه الوضع أمام أعين الجنود لساعات طويلة، مع السخرية والإهانة والسب والشتم”، وفق القيادي في حماس.
وأضاف حمدان أنه “عند الاعتقال يتم، كذلك، مصادرة كافة المقتنيات الخاصة بالنساء من ذهب وأموال وأغراض شخصية، والإجبار على خلع الملابس، والإخضاع لجلسات تحقيق شديدة، تتضمَّن معاملة قاسية من ضرب وتعذيب وتوجيه ألفاظ نابية”.
وتطرق حمدان إلى أوضاع الأطفال الفلسطينين المعتقلين في سجون إسرائيل.
وقال إن “الاحتلال ما زال يعتقل في سجونه أكثر من 200 طفل فلسطيني”.
وكشف أن هؤلاء الأطفال يواجهون منذ 7 أكتوبر “ظروف اعتقال قاسية، ويتعرضون لكل أصناف التعذيب الجسدي والنفسي”.
** انتهاكات بحق معتقلي الضفة
كذلك، اتهم حمدان إسرائيل بممارسة “أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات بحق الأسرى والمعتقلين في عموم الضفة الغربية والقدس المحتلة”.
وذكر أن “من بين هذه الانتهاكات والجرائم التي تم توثيقها، الإعدامات الميدانية للمعتقلين، وبتر أطراف عدد من الأسرى بسبب الأصفاد الحديدية، والتعذيب النفسي والجسدي، والضرب المبرح، والإهمال الطبي المتعمد، والحرمان من العلاج والدواء”.
إضافة إلى “سياسة العزل الانفرادي، وتنفيذ التعذيب على مرأى من مدنيين إسرائيليين والسماح لهم بتوثيقها بوسائل الاتصال الجديدة وهم يستهزئون، وسياسة تجويع الأسرى وحرمانهم من أدنى حقوقهم، والاعتقال الإداري التعسفي، والحرمان من زيارة الأهل، واحتجاز جثامين الشهداء من الأسرى”.
وقال إن “هذه الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجونه ومراكز احتجازه ومعسكرات الاعتقال النازية، تعد انتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية؛ ما يتطلب تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي لوقفها وإنهائها فورا”.
ودعا القيادي في حماس إلى “تحرك دولي عاجل وجاد يفضح جرائم وانتهاكات الاحتلال المتصاعدة والمستمرة ضد أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال، والعمل على تجريمها ووقفها، والضغط للإفراج عن جميع المعتقلين والمختطفين منذ 7 أكتوبر”.
كما دعا “الأمم المتحدة وكل الدول والحكومات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية في العالم إلى الضغط على الاحتلال للسماح بزيارة الأهالي للأسرى ودخول المنظمات الحقوقية والإنسانية للوقوف على أوضاعهم الإنسانية في السجون ومراكز ومعسكرات الاعتقال والاحتجاز”.
واعتبر أن “استمرار صمت المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية أمام هذه الجرائم والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين؛ يحملهم جميعا المسؤولية السياسية والأخلاقية والإنسانية عن تداعياتها ونتائجها الخطيرة ضد شعبنا الفلسطيني”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات