سكوبيا/ الأناضول
ستيفو بنداروفسكي، للأناضول:
– علاقات شمال مقدونيا وتركيا في مستوى عال للغاية
– حصلنا دوماً على أعلى مستويات الدعم التركي على الأصعدة السياسية والاقتصادية.
– حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ خلال العام الماضي، 780 مليون يورو
قال رئيس شمال مقدونيا، ستيفو بنداروفسكي، إن تركيا تنتهج مقاربة متوازنة تجاه دول البلقان مهما كانت خلفياتها الدينية والعرقية، مؤكداً عدم انخراط أنقرة يوماً في سياسات تؤدي لتقسيم شعوب المنطقة، وخاصة غربي البلقان.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع بنداروفسكي، بمناسبة الذكرى الـ 30 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وشمال مقدونيا.
وقال بنداروفسكي، إن علاقات شمال مقدونيا وتركيا في مستوى عال للغاية، لافتاً إلى استمرار الدعم السياسي التركي لبلاده منذ حصولها على الاستقلال بين عامي 1991 – 1992.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال بنداروفسكي، إن “التعاون بين البلدين في هذا المجال يعود إلى بدايات الألفية الثالثة”.
وتابع قائلاً: “حصلنا دوماً على أعلى مستويات الدعم التركي على الصعيدين السياسي والاقتصادي وفي المحافل والمؤسسات الدولية، وكل ذلك كان بشكل متبادل”.
وأكد أن التعاون القائم بين تركيا وشمال مقدونيا في مختلف المجالات، يواصل التقدم لصالح مصالح البلدين وشعبيهما.
وأفاد بأن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، مشيرا إلى الدور التركي الكبير في عضوية شمال مقدونيا بالحلف وغيرها من المؤسسات والمنظمات الدولية.
وأردف: “الدعم السياسي التركي من أجل تعزيز حضورنا على الصعيد الدولي طيلة السنوات الطويلة الماضية، أمر مسلم به ولا جدال فيه، وهذا ما هو عليه الحال في يومنا الحالي أيضا”.
** لدينا الكثير لنتعلمه من تركيا
وقال رئيس شمال مقدونيا، إنه في العام المقبل تحل الذكرى المئوية الأولى لتأسيس جمهورية تركيا، التي وصفها بأنها “العضو القديم في المجتمع الدولي”.
ولفت أن تركيا “تمتلك تقاليد قديمة منذ زمن بعيد، وهي بمثابة أقدم الدبلوماسيين حول العالم”.
واستطرد: “انطلاقاً من ذلك، هناك الكثير مما يجب أن نتعلمه من تركيا فيما يخص إعادة هيكلة الدول”.
ونوه أن تركيا كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال شمال مقدونيا مطلع تسعينيات القرن الماضي، واصفاً ذلك بأنه “من أكثر اللحظات عاطفية وأهمية” من الناحية السياسية بالنسبة للدولة والحكومة المقدونية.
** رأس مال تركي بشمال مقدونيا
على الصعيد الاقتصادي، أفاد بنداروفسكي، بأن “التبادل التجاري بين تركيا وشمال مقدونيا شهد ارتفاعاً ملحوظاً ومفاجئاً منذ بداية الألفية الثالثة”.
وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين البلدين، بلغ 780 مليون يورو، خلال العام الماضي، في حين أن هذا الرقم تجاوز 250 مليون يورو، خلال الربع الأول من العام الجاري فقط.
وذكر أنه في حال استمر هذا التوجه بالتصاعد، فإن التبادل التجاري بين تركيا وشمال مقدونيا، سيتجاوز مليار يورو.
وأشار إلى وجود ألف و350 شركة ذات رأسمال أجنبي في عموم شمال مقدونيا، مبيناً أن ربع هذه الشركات ذات رأسمال تركي.
وشدد أن التبادل التجاري بين شمال مقدونيا وتركيا يتميز بالتنوع دون الاقتصار على مجال أو نوع تجاري معين، بل يشمل كافة القطاعات الاقتصادية.
** دور تركيا في البلقان
وأفاد بنداروفسكي، إنه ليس هناك ما من شأنه أن يشكل عبئاً على العلاقات بين أنقرة وسكوبيا، معتبرا أن “جميع المسؤولين الأتراك وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان، يتبنون وجهة النظر نفسها”.
وأضاف أن تاريخ تركيا وماضيها في منطقة البلقان يتميز بأنه “بناء للغاية”، مؤكداً أن دورها هذا يتواصل في يومنا الحالي وسيتواصل كذلك في المستقبل أيضا.
وشدد أن تركيا تنتهج مقاربة متوازنة تجاه جميع منطقة البلقان، بغض النظر عن الخلفيات العرقية والدينية لدول المنطقة.
وتابع: “تركيا لم تكن لديها قط أي مقاربة من شأنها تقسيم شعوب البلقان عموماً، وخاصة في منطقة غرب البلقان، لم تصطف يوماً إلى جانب شعب ما على حساب أو ضد شعب آخر”.
واستشهد على ذلك بعلاقات “تركيا الدولة ذات المجتمع المسلم”، مع صربيا واستثماراتها المتبادلة معها، بالرغم من اختلاف الخلفيات الدينية للبلدين.
وأضاف: “أي أنه لا يمكننا القول بأن تركيا تبني علاقاتها مع البوسنة والهرسك على حساب صربيا”.
واستدرك: “هذا مساواة بكل ما تعنيه الكلمة، تجاه دول غرب البلقان”.
** اتفاق شحن الحبوب الأوكرانية
وبخصوص اتفاق شحن الحبوب الأوكرانية، أشاد رئيس شمال مقدونيا، بالوساطة التركية للتوصل إلى الاتفاق.
وأعرب عن عدم اعتقاده بوجود دولة أخرى حول العالم حالياً، على تواصل مع أوكرانيا وروسيا معاً من أجل التوصل إلى قاسم مشترك.
وأكد أنه لو لم تقم تركيا بهذا الدور “لكانت المجاعة قد تفشت في العديد من دول العالم، وفي مقدمتها البلدان الإفريقية”.
وشدد أن التوصل إلى اتفاق شحن الحبوب الأوكرانية، مؤشر على نجاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعلى القيمة العالية التي تتمتع بها الدولة التركية ودبلوماسيتها.
وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، وقعت تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة “وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية” خلال اجتماع استضافته إسطنبول.
وتضمن الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات