لندن/ بهلول جتين قايا/ الأناضول
تحتوي دكاكين بائعي الكتب القديمة في المملكة المتحدة العديد من نفائس الكتب التاريخية المتعلقة بالعهد العثماني والعالم الإسلامي.
وفي الفترة بين 18 و21 مايو/ أيار الماضي، توافد أكثر من 100 بائع للكتب القديمة من مختلف أنحاء بريطانيا والعالم على معرض “لندن للكتب النادرة” (الأوائل) الذي أقيم في العاصمة.
وكان لافتا أن بحوزة عدد كبير منهم كتبًا نادرة تتعلق بالعالم الإسلامي والعهد العثماني.
كيث فليتشر، أحد بائعي الكتب القديمة من منطقة “ماتش هادهم” شمال لندن، ومالك مكتبة “هـ. م. فليتشر” للكتب النادرة، قال إنه يمثل الجيل الثالث من أصحاب المهنة، وأنه لا زال على رأس عمله في المكتبة التي أسسها جده عام 1902.
وأضاف لمراسل الأناضول: “من بين الكتب التاريخية التي جمعتها من جميع أنحاء العالم وأكثرها جذبا للانتباه، أول مصحف مترجم إلى اللغة الإنجليزية مع كتاب مصور يصف حياة النبي محمد (ص)”.
ولفت فليتشر أن المصحف المترجم يرجع للقرن السابع عشر ميلادي، وأنه جرى طباعته في دور للنشر بالعاصمة الهولندية أمستردام، ولندن، ويحمل اسم “قرآن محمد”.
وأوضح أن العمل تُرجم من العربية إلى الفرنسية ثم إلى الإنجليزية، وقال: “هذا الكتاب يتميز بكونه الترجمة الإنجليزية الأولى للقرآن الكريم”.
ولفت فليتشر إلى أن الكتاب طُبع بحجمين أحدها بالحجم الصغير (الجيب)، مشيرًا إلى أن الطبعتين تعتبران من أهم الكتب النادرة الموجودة ضمن مقتنيات مكتبته.
وتابع: “طُبِع الكتابان في لندن عام 1649، ربما تم طباعة 200 نسخة في الطبعة الأولى تعرض العديد منها للتلف أو التدمير وهي ليست كتبًا شائعة جدًا في عصرنا الحالي”.
ثمن كتاب الصور عن حياة النبي
قطعة أثرية أخرى نادرة ضمن مقتنيات فليتشر هي كتاب مصور بالفرنسية طبع عام 1698 ويتحدث عن حياة النبي محمد.
وقال فليتشر: “مثل العديد من الكتب الفرنسية، تم نشر هذا الكتاب أيضًا في أمستردام. لا نعرف من هو الفنان الذي عمل على إنجاز الرسومات”.
وأضاف: “تم تجديد الغطاء الجلدي للكتاب في القرن التاسع عشر، ظللنا نحتفظ بهذا الكتاب لمدة 40 عامًا، في الواقع ورثنا هذا الكتاب عن والدي إن لم يكن عن جدي”.
وتابع: “يبلغ سعر القرآن الكريم (المترجم إلى الإنجليزية) 2000 جنية إسترليني (2560 دولار)، فيما يبلغ سعر الكتاب المصور عن حياة النبي محمد 540 جنيهاً إسترلينيًا (حوالي 692 دولار).
سجلات الحرب العثمانية الروسية
بيير إيف جيلميه، صاحب مكتبة “بي واي” للكتب النادرة (PY Rare Books) ومقرها لندن، يمتلك ضمن مقتنياته مجموعة من الترجمات الأولى لـ”روميو وجولييت” للكاتب والشاعر الإنجليزي وليام شكسبير، من الإنجليزية إلى مجموعة من اللغات المحلية في روسيا، بالإضافة إلى منشورات عن الإمبراطورية الروسية ودول المنطقة.
ومن بين الكتب المعدة عن أمم القيصرية، باللغة الروسية أو بلغات مختلفة، هناك أيضًا رسومات تصف المسلمين في تلك البلاد، ومنشورات تحتوي على معلومات جغرافية وثقافية وخرائط.
ومن أكثر الأعمال المدهشة في حوزة جيلميه مجموعة من السجلات المصورة للحرب العثمانية الروسية في 1877-1878، والمعروفة باسم حرب الـ 93.
ولا تحتوي السجلات المجموعة في مجلدين والتي نُشرت عام 1878 على معلومات حول الحرب المذكورة وحسب، بل تضم أيضًا تفاصيل ومعلومات متنوعة حول الدولة العثمانية في تلك الفترة.
كما تضم السجلات المذكورة رسومات لمناظر طبيعية لمدن من الدولة العثمانية في تلك الفترة، وخاصة إسطنبول، هناك أيضًا صور ولوحات للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وأبرز القادة العثمانيين في تلك الفترة، وصور لجنود أتراك.
وبحسب جيلميه، هناك العديد من الصور حول حفل توقيع معاهدة سان ستيفانو التي أنهت الحرب، ومدن البحر الأسود، ومجموعة من السجلات الحربية، والتي تحتوي على معلومات عسكرية عن الجيشين القيصري الروسي والعثماني.
كما أشار بيير إيف جيلميه أن مكتبة “بي واي” للكتب النادرة قررت بيع العمل المكون من مجلدين مقابل 6 آلاف و750 جنيهًا إسترلينيًا (حوالي 8653 دولار).
الدليل العثماني “للحج”
وكان من بين المشاركين في معرض “الأوائل” البريطاني، مكتبة “أنتيكواريات اينليبريس” ومقرها النمسا.
وتحتوي المكتبة التي تم افتتاحها في العاصمة النمساوية فيينا عام 1883، على العديد من الكتب والمراسيم والخطابات والصور والشهادات التي ترجع للعهد العثماني.
وأشار كريستوفر فراي، ممثل مكتبة “أنتيكواريات اينليبريس”، أن من بين الأعمال المعروضة للبيع دليل عثماني للحج وشهادة حج، مبينا أنهما من الأعمال النادرة بمجموعة مكتبته.
وقال فراي: “يعتبر الكتاب والشهادة من الموجودات النادرة، إنهما ثمينان جدًا ويعود تاريخهما إلى العام 1722”.
وأضاف: “شهادة الحج جرى تصميمها على شكل لفافة ورق ودوّن أدناها شرحًا عن كيفية أداء مناسك الحج والعمرة مع تعليمات مصورة”.
وذكر أن من بين موجودات المكتبة أيضًا أطلس عثماني وخريطة توضح الطريق الذي سوف تسلكه السكة الحديدية الحجازية، إضافة إلى أطلس ألماني يرجع لعام 1890، ويُظهر جميع الأراضي العثمانية في تلك الفترة باستثناء جنوب بحر إيجة.
وأفاد فراي أن مكتبة “أنتيكواريات اينليبريس” قررت بيع الأطلس العثماني مقابل 12 ألف يورو، ووثيقة الحج مقابل 3 آلاف و500 يورو.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات