رحلة كأس العالم.. تتويج إيطالي بتهديدات موسوليني في نسخة 1934 (2)

تعد بطولة كأس العالم المسابقة الأقوى والأبرز على الصعيد القاري في عالم كرة القدم، حيث تنتظر دول العالم المختلفة انطلاق المونديال، لتشجيع منتخباتها، أو الاستمتاع بأفضل اللاعبين، كل 4 سنوات، ومع اقتراب نسخة 2022 من الانطلاق في قطر، يستعرض معكم موقع «الوطن سبورت» تاريخ المونديال في سلسلة رحلة كأس العالم، ونتناول عبر التقرير التالي النسخة الثانية من المونديال، التي أقيمت في إيطاليا عام 1934، وتناولها الكاتب الأرجنتيني لوثيانو بيرنيكي في كتابه «أغرب الحكايات في تاريخ المونديال».

البداية مع اختيار إيطاليا لتنظيم مونديال 1934، والذي جاء بعد تهديدات من موسوليني، أجبرت الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا على منح هذا الشرف لبلاده على حساب السويد، ما أغضب دول بريطانيا العظمى التي رفضت المشاركة، وفضلت خوض بطولة تجمع بينها وهي: إنجلترا، ويلز، إيرلندا واسكتلندا.

أوروجواي تنسحب ردا على عدم مشاركة إيطاليا بالنسخة الأولى

قرر منتخب أوروجواي أيضا الانسحاب، وذلك ردا على عدم مشاركة إيطاليا والعديد من المنتخبات الأوروبية في النسخة الأولى، فضلا عن ديكتاتورية موسوليني التي أخافت العديد من الدول، وساهمت في تتويج الأزوري لاحقاً باللقب.

كان منتخب إيطاليا، هو الوحيد الذي اضطر للمشاركة في التصفيات المؤهلة لبطولة مونديال يستضيفها على أرضه، ولكنه عرف كيفية التأهل بسهولة، وذلك بفوز مثير على اليونان ذهابا، قبل إقناع الاتحاد اليوناني بعدم خوض مباراة الإياب، مقابل شراء الإيطاليين منزل بطابقين في مدينة أثينا.

وشهدت مواجهة إيطاليا ضد اليونان مخالفة قوانين الفيفا، حيث دفع الأزوري بالثنائي الأرجنتيني لويس فيليبي وإنريكي جوايتا، بالإضافة إلى البرازيلي أمبيلوكيو ماركيس، والذي لم يكن يحق لهم المشاركة، لأن الشروط لارتداء قميص منتخب آخر، هو أن يقيم  اللاعب لمدة ثلاث سنوات على الأقل في وطنه الجديد، وأن تكون الفترة نفسها مرت على آخر مشاركة له بقميص منتخب بلاده السابق، وهذا لم يحدث.

أصبح المهاجم الإيرلندي باتريك مور هو أول لاعب يسجل سوبر هاتريك، في تصفيات المونديال ضد بلجيكا.

مشاركة 6 منتخبات فقط من أصل 13 لعبت في أول نسخة

شهد المونديال مشاركة 6 منتخبات فقط من أصل 13 لعبت في أول نسخة من كأس العالم، وخرجت جميعها بعد أول مباراة، وأقيمت البطولة بنظام الإقصاء المباشر بدلا من دور المجموعات.

وشهدت تلك البطولة أول مشاركة عربية وأفريقية فى التاريخ، بتواجد منتخب مصر في هذه النسخة، ولكنه تعثر ضد المجر برباعية مقابل هدفين.

تحية موسوليني في كأس العالم 1934.. ورسالة تهديد تغير أحداث النهائي

أكد الفرنسي جول ريميه أنه قبل بداية أي مباراة، كان لاعبو المنتخب الإيطالي يقومون بإلقاء التحية الفاشية العسكرية لـ موسوليني، بل و الأغرب من ذلك أن حكام المباريات كذلك كانوا يُلقون التحية بنفس الطريقة.

توج المنتخب الإيطالي باللقب، على حساب تشيكوسلوفاكيا في المباراة النهائية، بنتيجة 2-1، بفضل هدفي رايموندو أورسي وأنجيلو سكيافيو، ليحقق الأزوري أول ألقابه بعقر داره في مدينة روما.

وكان منتخب تشيكوسلوفاكيا تقدم بهدف مفاجئ على حساب أصحاب الأرض، لكن موسوليني وجه رسالة إلى لاعبي المنتخب الإيطالي وجهازه الفني وهي : «الفوز أو الموت»، لتنقلب أحداث المباراة وينتصر الطليان بهدف في الوقت الإضافي من المواجهة.

وكان موسوليني طلب من لويس مونتي لاعب المنتخب الإيطالي مساعدة الحكم السويدي إيفان أكليند، وعدم توجيه الضربات لـ لاعبي تشيكوسلوفاكيا بعد نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي، لأن الحكم أنقذ الأزوري ولم يحتسب ركلة جزاء ضد اللاعب لصالح أولدريتش نييدلي.

أرقام وظواهر من مونديال 1934.. لاعب ينجو من الموت مرتين

سجل عبدالرحمن فوزى هدفي مصر وكان أول مصري وعربى وأفريقي يسجل في كأس العالم، في شباك منتخب المجر، وشهدت المباراة غياب المهاجم المجري جيورجي ساروسي، بسبب عدم لحاقه بالقطار المتجه من بودابست إلى نابولي بسبب عمله في مكتب للمحاماة.

              عبدالرحمن فوزي نجم منتخب مصر السابق

استيفان آفار مهاجم المجر خرج من مباراة منتخب بلاده ضد النمسا بسبب الإصابة، ولم تكن التبديلات مسموحة بعد، ليعود في الشوط الثاني، ويهدر ركلتي جزاء تم احتسابهما لمنتخب بلاده، قبل أن يسجل الثالثة لكنه خرج مجددا، وخسر منتخب المجر اللقاء بهدفين مقابل هدف.

توج أولدريتش نييدلي لاعب منتخب تشيكوسلوفاكيا، بجائزة هداف المونديال في نسخته الثانية عام 1934، برصيد 5 أهداف.

أول تعادل مونديالي كان بين إسبانيا وإيطاليا، وفاز أصحاب الأرض في لقاء الإعادة، وتعرض الحارس الإسباني ريكاردو زامورا لكسر في اثنين من ضلوعه، بعد التحام مع أنجيلو سكيافو لاعب إيطاليا في هدف التعادل، ووصف الإسبان خسارتهم بأنها سرقة وتم استقبال اللاعبين في إسبانيا على أنهم أبطال، وكانت هناك مطالبات بمنح مكافأة لكل أعضاء الفريق.

واجه مدرب ألمانيا أوتو نيرز أزمة قبل لقاء المركز الثالث ضد النمسا حيث كان متاحا له 10 لاعبين فقط من أصل 18 لاعبا، ليتصل بالمدافع رينهولد موزنبرغ ويطلب استدعائه، وكان اللاعب يحاول الاعتذار للمساعد جوزيف هيربرجير لأن يوم المباراة يوافق حفل زفافه، ليقنعه بجملة واحدة وهي: موعد حفل الزفاف يمكن تأجيله على عكس المونديال، لينضم اللاعب للمنتخب ويساهم في تتويج الماكينات الألمانية بالميدالية البرونزية بالفوز بثلاث أهداف مقابل هدفين.

لويس فيليبي مونتي لاعب الأرجنتين، استطاع الإفلات من الموت مرتين، حيث كان سيقتل إذا فاز في مونتيفيديو ضد منتخب أوروجواي، في ظل وجود حشد جماهيري كبير لأصحاب الأرض لن يقبلون بالهزيمة، وكان سيقتل لو خسر في روما بعدما ارتدى قميص منتخب إيطاليا، لكنه انتصر وتوج بالمونديال، ولحسن حظه نجا في المرتين.