تعتبر المملكة العربية السعودية من اهم الدول العربية في الشرق الأوسط واعرقها تاريخياً، ولطالما دأبت المملكة على تطوير قطاعاتها الداخلية من اجل توفير جميع وسائل الرائحة لمواطنيها، ومن اهم القطاعات التي شهدت تطور هائل في العقود القليلة الماضية هو قطاع الطيران والذي يعتبر من أقدم قطاعات الطيران في الشرق الأوسط، حيث يمتد تاريخه لأكثر من 70 عاماً.
وبدأ الطيران في السعودية عندما قرر الملك المؤسس اهداء طائرته للشعب، وهي الطائرة التي اهداها الرئيس الأمريكي روزفلت للملك عبد العزيز في عام 1945 ميلادياً وهبطت الطائرة في مدينة جدة، وبعد تخصيص الطائرة للشعب اصبح بإمكان المواطنين حجز تذاكر طيران داخلية وخارجية ايضاً، وبالرغم من تخصيص الطائرة في ذلك للوقت للأمور الدبلوماسية والأمور الطارئة داخلياً وخارجياً الا انها خصصت لاحقاً بالكامل للمواطنين من اجل الاستخدام العام والسفر بين الرياض وجدة والظهران.
بداية الطيران في المملكة
البداية الحقيقية كانت بعد تأسيس هيئة الطيران والتي تختص في إدارة شئون الطيران وإدارة الطيارين وارسال قواعد الطيران داخل المملكة وخارجها، وقد تم ارسال العديد من البعثات لتعلم الطيران الى دولة إيطاليا، وكانت اول مدرسة خاصة بأعمال الطيران في المملكة في منطقة الظهران، وأول الرحلات الجوية الخارجية كانت الى دمشق والقاهرة وفلسطين ولبنان. وفيما مراحل بداية الطيران في المملكة:
- 1946: اصدار او نظام للطيران المدينة وهو نظام خاص بالمطار وأنظمة الهبوط وعبور الطائرات في المجال الجوي السعودي وايضاً قوانين إنشاء المطارات والملاحة الجوية.
- 1948: تأسس مصلحة الطيران المدني السعودي وهي مصلة تضم إدارة الطيران المدني والخطوط الجوية السعودية.
- 1953: اعتماد قانون الطيران المدني الشامل.
- 1959: انفصال الخطوط الجوية السعودية عن مصلة الطيران وسميت فيما بعد بمديرية الطيران المدني.
- 1977: تغيير الخطوط الجوية السعودية من مديرية الطيران المدني الى رئاسة الطيران المدني.
- 2004: تحويل رئاسة الطيران المدني الى شركة عامة مستقلة ذات اعتبارية واستقلال مالي وادار تام من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتي المالي والاعتماد على العوائد الذاتية وتم تغيير اسمها الى الهيئة العامة للطيران المدني.
- 2011: انفصال الهيئة العامة للطيران المدني عن وزارة الدفاع.
- 2016: صدور امر ملكي بتعيين إدارة الهيئة العامة للطيران لوزارة النقل وتفعيل دور الهيئة العامة للطيران المدني كجهة تشريعية مستقلة.
- 2017: فصل القسم التشريعي عن القسم التشغيلي الخاصة بالهيئة العامة للطيران المدني وذلك من اجل تطويرها واعتمادها كأحد أعمدة الصناعة والنقل الجوي في المملكة والشرق الأوسط.
تطور المطارات في المملكة
بدأت المطارات بداية متواضعة في المملكة فكان اول مطار هو عبارة عن مدرج هبوط طائرات انشأته شركة أرامكو في عام 1943 ميلادياً بالقرب من الجبيل، وكان مخصص لهبوط الطائرات التجارية الخاصة بمجال التنقيب عن النفط في المنطقة، ولكن اول رحلة تجارية منظمة هبطت في السعودية كانت عن طريق الخطوط الجوية المصري وكانت في مطار متواضعاً لاستقبال الحجاج في مدينتي جدة والمدينة المنورة في عام 1937 ميلادياً.

أ- مطار جدة في عام 1948م – الصورة من مجلة البناء
وكان اول مطار حقيقي وحديث كان في مدينة جدة بمنطقة الكندرة وقد تم افتتاح عام 1952 ميلادياً عن طريق ولي العهد آنذاك الملك سعود بن عبد العزيز، وبعدها تلاها افتتاح مطار الظهران الدولي في عام 1962 ميلادياً، وكان هو المطار الرئيسي في المنطقة الشرقية حتى افتتاح مطار الملك فهد الدولي في عام 1999 ميلادياً.
وفي عام 1981 ميلادياً تم استبدال مطار جدة القديم بمطار الملك عبد العزيز الدولي، واستبدال مطار الرياض القديم بمطار الملك خالد الدولي، وفي عام 2016 تم تحويل مطار الطائف الى مطار دولي ومطار حائل الى مطار دولي ايضاً، وبهذا أصبح عدد المطار في المملكة 27 مطار بواقع 21 مطار داخلي و 6 مطارات دولية.
خطة المملكة لتطوير قطاع الطيران
شهد قطاع الطيران في المملكة تطور هائل في السنوات القليلة الماضية وخاصة بداية من عام 2015، حيث قد وضعت الهيئة العامة للطيران خدتها الاستراتيجية لتطوير قطاع الطيران والتي شملت إضافة وتطوير المطارات الحالية سواء الداخلية او الخارجية، وايضاً شملت الخطة خصصت العديد من المطارات من اجل تحقيق الاستقلال المادي وايضاً تحقيق الأرباح المرجوة من أحد القطاعات الهامة والاستراتيجية في المملكة.

ب- مطار الملك عبد العزيز الجديد بجدة – الصورة من موقع الخليج الجديد
ويتماشى قطاع الطيران في المملكة مع قطاع السياحة حيث شجعت المملكة المواطنين على السياحة الداخلية او المحلية وقامت بتوفير البنى التحتية اللازمة للنهوض بقطاع السياحة، وكان قطاع الطيران أحد اهم القطاعات الرئيسية اللازمة لتطوير السياحة، فقامت الحومة بإنشاء العديد من المطارات الداخلية وتطوير المطارات في المناطق السياحية ومن اجل زيادة اعداد الاستقبال اليومي وخاصة في الاجازات والعطل الرسمية.
رؤية المملكة 2030
تهدف المملكة في أحداث تطوير هائل في جميع قطاعات الدولة سواء الاقتصادية او الصناعية او الترفيهية، ويدخل قطاع الطيران وقطاع النقل بشكل عام في خطة رؤية المملكة 2030 بهدف رفع مستوى الخدمات التي تقدمها جميع المطارات ورفع مستوى الأمان والاستعداد وايضاً زيادة استيعاب المطار الداخلية والخارجية وتحويل جميع المطارات الى مطارات عالمية ذات معايير عالية جداً والتي من شأنها وضع المملكة في قمة الدول العربية والعالمية فيما يخص قطاع المطارات وقطاع النقل بشكل عام.
ومن اهم اهداف المملكة 2030 هو ربط جميع انحاء المملكة ببعضها البعض ومن اجل تحقيق ذلك قامت هيئة الطيران السعودية بتقسيم المملكة لأربعة مناطق متنوعة وكل منطقة بها المطارات الخاصة بها وهي كالآتي:
المطارات في المنطقة الشمالية:
- مطار حائل الدولي
- مطار الأمير سلطان بن عبد العزيز بمنطقة تبوك
- مطار الجوف
- مطار القريات
- مطار عرعر
- طار رفحاء
- مطار طريف
المطارات في المنطقة الجنوبية:
- مطار أبها المحوري
- مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز بمنطقة جازان
- مطار نجران
- مطار بيشة
- مطار شرورة
المطارات في المنطقة الغربية:
- مطار الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز في منطقة ينبع
- مطار الملك سعود بن عبد العزيز في منطقة الباحة
- مطار الوجه
- مطار الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز في منطقة العلا
- مطار رابغ
المطارات في المنطقة الوسطى:
- مطار الأمير نايف بن عبد العزيز في منطقة القصيم
- مطار الاحساء
- مطار حفر الباطن بالقيصومة
- مطار وادي الدواسر
- مطار الدوادمي
وبعد مرور 70 عاماً عن بداية قطاع الطيران المدني في المملكة العربية السعودية يمكنك ان ترى مدى التطور الهائل في القطاع والذي اكدت الحكومة والقيادة السعودية على أهميته سواء اللوجستية او الاقتصادية لتنمية باقي قطاعات المملكة والوصول الى مكانة عالية في المجتمع الدولي سواء اقتصادياً او سياسياً او حتى حربياً، حيث حرصت المملكة على تطوير العديد من المطارات الحربية والقواعد العسكرية المختلفة في جميع انحاء المملكة.
وينتظر المواطنين حدوث تطويرات أكثر مع حلول عام 2030 والوصول الى قمة التطوير التي وضحتها خطة رؤية المملكة 2030 وتحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع قطاعات المملكة، وتحويل المطارات الى شركات مخصصة يمكنها الاعتماد على نفسها كلياً وايضاً توفر الخدمة المرجوة منها بجودة عالية جداً ليس فقط تضاهي أفضل المطارات العالمية بل ايضاً تقود الطريق من اجل إضافة المزيد من الخدمات الغير متواجدة في المطارات العالمية المختلفة.