ما يجزئ من الاضحية – موقع مقالاتي

ماذا أو ما يجزئ من الاضحية، بمعنى ما هو الحيوان الذي يمكن أن يُضحّى به، وتكون التضحية به صحيحة في الشريعة الإسلامية، فالأضحية ممّا يُسن للمسلم فعله كل عام، ويكون وقتها ابتداءً من عيد الأضحى، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان ما نوع الحيوانات التي تُجزئ في الأُضحية، إضافة للوقوف مع بعض الأمور الأخرى المرتبطة بمسألة الأُضحية.

ما يجزئ من الاضحية

إنّ ما يجزئ في الأضحية هي بهيمة الأنعام، وهذه الأنعام هي الإبل والبقر والمعز والضّأن، وذلك بدليل قوله تعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}،[1] فإنّ الأضحية هي من العبادات المحببة لله عزّ وجل، والتي يقوم بها المسلمون في عيد الأضحى، وقد جعل الله لهذه العبادة الأنعام، فأمر من أراد أن يضحي في هذه الأيام المباركة أن يضحي بشيء من الأنعام، فلا تجوز أن تكون الأضحية من الطيور؛ وكذلك لا يجوز أن تكون الأضحية من البقر الوحشي ونحوه.[2]

شروط الأضحية

لقد سنّ الإسلام الأضحية عبادة يتقرّب بها العبد إلى ربّه، وجعل لهذه العبادة شروط محدّدة لتجزئ وتصح عن فاعلها، وكذلك جعل لها وقتًا مخصوصًا تكون به، وشروط صحّة هذه الأضحية هي:[3]

• أن تكون ملكًا لصاحبها: بحيث تكون هذه الملكية مشروعة كأن يشتريها مثلا، وبذلك يخرج من الأضحية ما استملك بأحد الطرق المحرّمة كالسرقة مثلًا.
• أن تكون الأضحية من الأنعام: والأنعام هي الإبل والبقر والضأن والماعز، فلا تجوز الأضحية في غيرها، وذلك لقوله تعالى: قوله تعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.[1]
• أن تبلغ الأضحية السن المعتبر شرعًا: وذلك لتجزئ عن صاحبها، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”،[4] والمسنة هي الثنية فما فوق، والثني من الإبل هو الذي بلغ خمس سنوات ودخل بالسادسة، والثني من البقر هو الذي بلغ سنتين ودخل بالثالثة، والثني من المعز هو الذي بلغ سنة ودخل في الثانية، والجذع من الضّأن هو الذي بلغ ستة أشهر.
• السلامة من العيوب التي تفسد الأضحية: وهذه العيوب هي التي وردت في حديث عبيد بن فيروز الديلمي، يقول الحديث: “سألتُ البراءَ بنَ عازبٍ ما لا يجوزُ في الأضاحيِّ. فقالَ قامَ فينا رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فقالَ أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ العَوراءُ البَيِّنُ عَورُها والمريضةُ البَيِّنُ مرضُها والعرجاءُ البَيِّنُ ضلعُها والكسيرُ الَّتي لا تنقَى. قالَ قلتُ فإنِّي أَكْرَهُ أن يَكونَ في السِّنِّ نقصٌ. قالَ ما كرِهْتَهُ فدعْهُ ولا تحرِّمْهُ على أحدٍ”.[5]
  • فالعوراء البين عورها: هي التي خسرت إحدى عينيها فلا تستطيع أن ترى بها.
  • والمريضة البين مرضها: هي التي أصابها مرض ظهر أثره عليها.
  • والعرجاء البين ظلعها: هي التي أصيبت بعرج يجعلها لا تساوي مثيلتها السليمة في المسير.
  • والكسير التي لا تنقي: هي العجفاء التي لا مخ لها.

أقوال العلماء في سن الأضحية

لقد ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حديث يحدّد فيه السن الأدنى للأضحية كي تجزئ عن صاحبها، من ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وفيه يقول إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”.[4]

• فالمسنّة هي الثنية من كلٍّ من البقر أو الإبل أو الماعز، أو ما هي فوق ذلك، وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- دليل على عدم جواز الجذعة لغير الضّأن.
• والثنية من البقر هي التي أتمت السنتين.
• والثنية من الإبل هي التي أتمت خمس سنوات.
• والثنية من المعز هي التي أتمت سنة
• والجذعة من الضّأن هي التي أتمت ستة أشهر، وجمهور العلماء على أنّه يجوز للمضحي أن يضحّي بإحدى هذه الأنعام بشرط أن تبلغ السن المشروع لتجزئ.

وإلى هنا يكون قد تم مقال ما يجزئ من الاضحية بعد الوقوف على أنواع البهائم التي تُجزئ في الأضحية، وبعد الوقوف على بعض الأمور الأخرى المتعلقة بمسألة الأضحية وشروطها وأعمارها ونحو ذلك.

المراجع

1. ^
   سورة الحج , الآية: 28
2. ^
   shamela.ws , تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشلبي , 04/07/2022
3. ^
   alukah.net , شروط الأضحية , 04/07/2022
4. ^
   صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، رقم الحديث: 1963، حديث صحيح.
5. ^
   تحفة المحتاج , ابن الملقن، عبيد بن فيروز الديلمي، رقم الحديث: 2/532، حديث صحيح أو حسن.