الكاتب صلاح جاهين
عبر عن أحلام البسطاء في أشعاره ورباعياته، فلقبوه بشاعرالبسطاء وفيلسوف الفقراء، فكان موهبة شاملة كتبت وقصت أحلام وأفراح وأحزان المصريين، وفي لقاء نادر له حكى عن مشواره، وهو ما نلقي الضوء عليه بمناسبة ذكرى رحيله الـ38.
معلومات عن الراحل صلاح جاهين
وُلد جاهين عام 1930، ونشأ في عائلة تحب العلم وتركز على الموهبة، ليلقى نفسه ضمن كوكبة من المبدعين، الذين أعانوه على تعلم الفنون، حتى أصبح أحد أعمدة شعر العامية المصرية، وأبرز المثقفين في القرن العشرين، وروى ملامح حياته في لقاء نادر، في برنامج أوتوجراف مع الإعلامي طارق حبيب.
صلاح جاهين: الرسم صاحب نصيب الأسد في حياتي
بدأ جاهين عمله في جريدة «بنت النيل»، ثم جريدة «التحرير»، لتبدأ شهرته كرسام للكاريكاتير في مجلة «روز اليوسف»، قائلا: «وأنا صغير كنت غاوي أمثل، بس التمثيل كان مخيف بالنسبة ليا، ووالدتي تخيلت أني ممكن أبقى ممثل وأفشل، وكانت خيالها واسع فتخيلت وأنا من قهوة لقهوة فقالت لا يمكن ابني يكون ممثل، فقررت أرسم».
ليقرر أن يحول موهبته في الفن إلى الرسم: «بعد ما كبرت ودرست الفن، أتعرفت على مجموعة كتاب صحفيين وهما أحمد بهاء الدين ومصطفى محمود، فاختلاطي بيهم، وقعدتي معاهم خلتني أعمل الحاجة إللي أعرفها فرسمت»، فعرض عليه مدير تحرير روز اليوسف العمل معهم.
كتابة الأغاني والشعر
ليعمل بعد ذلك في مجلة «صباح الخير» بعدما شارك في تأسيسها عام 1957، واشتهرت الكثير من شخصياته الكاريكاتيرية: «الأستاذ رخا كنت متأثر بيه في الكاريكتير ومعجب بطريقة تفكيره»، ليتحول بعدها إلى كتابة الأغاني والشعر: «كان بيتقال لي إن الرسم بيعطل عن المذاكرة، فقولت أعمل حاجة محدش يحس بيها وأنا بذاكر ودي كانت بدايتي لتعلم للكتابة».
ليروي موقفًا طريفًا بينه وبين نجله: «ابني بعد ما خد الثانوية العامة راح جاب لي ورق في 90 قصيدة وقالي كتبتهم وأنا بذاكر، فمصدقتش أن ممكن الأولاد ياخدوا حتى مواقف الهزار».
كتب الكثير من الأغاني الوطنية والعاطفية، ليسأله الإعلامي عن أقرب الأغاني إليه: «الرد التقليدي كلهم أبنائي بس أنا بنسى من كتر الحاجات إللي كتبتها، حتى لما بسمع حاجة بقول الله دي حلوة يقولوا لي ما أنت اللي كاتبها، بس في أغاني معلقة معايا زي ما كتبت غيرك أنت مليش لشهرزاد، وصباح أنا هنا يا ابن الحلال».
رباعيات صلاح جاهين
«يأسك وصبرك بين إيديك وأنت حر تيأس ما تيأس الحياة راح تمُر»، كانت كتابات صلاح جاهين تحوي العديد من الكلمات التي أحبها الجميع، ولكن من كثرة كتاباته لم يلق بالًا بأن يجمعهم في مكانًا واحدًا: «كنت بكتب في كل حاجة، لحد ما عبد الرحمن الأبنودي وابني خدوا كل كتاباتي وودوها الهيئة العامة للكتاب عشان يعملوها دواوين ورباعيات».
حب التمثيل
بات حلم التمثيل بداخل صلاح جاهين منذ الصغر: «كان عندي ميول استعراضية ومن وأنا صغير بحب التمثيل، لحد ما الأستاذ صلاح أبو سيف حس بميولي فيوم من الأيام، وهو بيعمل فيلم فكر فيا وقالي عندك مانع تمثل فقولت لا، فدخلت التمثيل برغبة وصدفة».
كتابة السيناريو
«مكنتش أعرف أني أقدر اكتب حوار سينمائي، لحد ما كتبت أغنية فسعاد حسني أصرت اكتب خلي بالك من زوزو، خوفت جدًا لأني مكنتش متوقع أني اقدر اكتب حوار الممثلين يمثلوا»، ليتشجع منذ ذلك الوقت وكتب العديد من الأفلام منها أميرة حبي أنا، وعودة الابن الضال، وطاردت من قبل الكلاب.
دور الأسرة في حياة صلاح جاهين
نبع نجاحه من حبه لأسرته: «دور الحظ في حياتي كان كبير، وقابلت الناس المناسبة في الوقت المناسب، وأتولدت بين أب وأم طيبين، والحمد لله العيشة كانت حلوة»، ليروي عن أبنائه: «بنتي حبي اللي أنا مخبيه دمها خفيف بشكل غير طبيعي، وفتاة حسناء وواخدة مني أكتر من بهاء ابني»، وكتب عن أبنائه: «أولادي كان نفسي يتشقلبوا في الشمس قصادي وأنا قاعد في مكان هادي».
لعب الحب دورًا كبيرًا في حياته وشخصيته، الأولى كانت من سوسن زكي كاتبة وصحفية معه، وأنجب منها أمينة وبهاء والمرة الثانية من «منى قطان» وأنجب منها ابنته سامية عضو فرقة إسكندرية الموسيقية: «عيشت طول عمري أدور على الحب أتجوزت مرتين وكانوا عن حب، بس سبب فشل حبي الأول وأنه مكملش أن كان عندي اكتئاب وكان من أعراضه الرغبة في التغيير، ودايمًا كنت بشوف أن الحب من غير أقنعة لو خبينا المشاعر تحت الأقنعة هنغرق».