بعد وفاة الشخص يحرص الجميع على الدعاء للميت، إذ تعد بمثابة نور يضيء قبر الشخص، ويخفف من ثقل الذنب الذي يحمله، وذلك وفقا لما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «استَغفِرُوا لأَخِيكم وسَلُوا له التَّثبِيتَ؛ فإِنَّه الآنَ يُسأَلُ»، كما أنه وسيلة للاستغفار للميت، والتضرع له للثبات عند السؤال.
أعمال يصل ثوابها للمتوفى
الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية يقول إنّ هناك بعض الأعمال التي تصل إلى المتوفى دون أن ينتقص من ثوابها شيء خاصة الوالدين، لافتًا إلى أنّ برّ الوالدين لا ينقطع بالموت، إذ أكد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ، وَكُتِبَ بَارًّا»، أي بارًا بوالديه.
ويقول أمين الفتوى في لقاء تليفزيوني على قناة «الناس» إنّه ورد في بعض الآثار والأحاديث أنّ الوالد أو الوالدة المتوفاة يعرض عليه ثواب ولده في صورة: «الملايكة بتيجي كده وتقوله هذه هدية ولدك إليك فيفرح جدًا ويُباهي بين الأموات، احنا فاكرين الموت فناة ولكنه انتقال من بُعد إلى بُعد ومن حياة الدنيا إلى حياة البرزخ التي هي مرحلة إلى حياة الآخرة».
برّ الوالدين لا ينقطع بالوفاة
وأضاف الشيخ أحمد وسام أنّ برّ الوالدين لا ينقطع بوفاتهما بل هو مستمر بالصدقة والزيارة وهبة الثواب والدعاء والاستغفار: «يعني أستغفر ربنا أو أقرأ الفاتحة وأوهب لهم ثوابها ودي حاجة جميلة جدًا ويفرحوا جدًا ويفضل عداد البر بالوالدين شغال طالما واظبت على هذا العمل لوالديك».
وروى عبد الرحمن بن العلاء بن اللَّجْلَاجِ، عن أبيه قال: قال لي أبي -اللَّجْلَاجُ أبو خالد–: يا بُنَيَّ! إذا أنا متُّ فأَلْحِدْني، فإذا وضَعْتَني في لَحدي فقل: بسم الله، وعلى مِلَّة رسول الله، ثم سُنَّ عليَّ التراب سنًّا –أي: ضَعْه وضعًا سهلًا–، ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها؛ فإني سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولُ ذلك.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا مات أحدُكم فلا تحبسوه، وأَسْرِعوا به إلى قبره، وليُقْرَأْ عند رأسه بفاتحة الكتاب، وعند رجليه بخاتمة سـورة البقرة في قبره» أخرجه الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده حسنٌ كما قال الحافظ في الفتح، وفي رواية «بفاتحة البقرة» بدلًا من «فاتحة الكتاب».