وقف وسط الأرض الزراعية اليابسة، يتأمل والده وجيرانه من حوله وهم يبذرون البذور في الأرض وعلى وجوههم علامات التعب والإرهاق من كثرة العمل، أملًا في الحصول على محصول وفير مع نهاية العام، حاول الصغير مساعدة والده في بذر البذور، وخلال قيامه بذلك راودته فكرة تصميم جهاز يقوم بهذا الدور، ويخفف من معاناة المزارع.
التفكير في جهاز بذر البذور
«الزراعة أهم شيء في مصر، الناس كلها عايشة عليها، وأنا فكرت في حاجة أخفف بيها معاناة والدي وجدي ومفيدة للجميع»، كلمات بدأ بها الطفل فام مينا صفوت حديثه لـ«الوطن»، عن بداية تفكيره في تصميم جهاز صغير لبذر البذور في الأرض.
منذ نعومة أظافره، وهو يعشق الابتكارات والاختراعات المختلفة، إذ كان يحطم ألعابه لاستخراج الأجهزة الداخلية، وحينما شاهده والده أدرك أن طفله يتمتع بعقلية تفوق عمره، وألحقه بأحد المراكز العلمية للابتكارات بسوهاج، «بحاول اخترع أي حاجة قدامي، وأهلي دايمًا بيشجعوني عشان أطور من موهبتي وأوصل للعالمية» على حد تعبيره.
جهاز على هيئة سيارة صغيرة
ما يقرب من 30 يوما، قضاها صاحب الـ12 عامًا، في الانتهاء من تصميم جهاز بذر البذور في الأرض الزراعية، يتكون شكله من أردوينو درايفر، سيرفر موتور، ألترا سونيك، طاقة شمسية، وأخيرًا بطاريات موتورات «حجارة الريموت»، ليخرج في الشكل النهائي على هيئة سيارة صغيرة تشبه لعب الأطفال.
يتم تشغيل جهاز بذر البذور عن طريق توصيل كافة الأسلاك ببعضها، وفقًا لابن محافظة سوهاج: «قمت بالبرمجة عن طريق تقنية الاستشعار عن بعد، أبرمج الجهاز على عدة خطوات، لفتح الباب الخاص بالبذور وبذرها، والجهاز مزود بمنظار للوقوف في حال وجود جسم أمامه، أضع البذور في الخانة المخصصة لها، وعن طريق جهاز صغير للتحكم، كلما تسير عدة خطوات أعطيها أمر بذر البذور».
الجهاز لاقى إعجاب الجميع، وفق ما أوضحه «فام»، خاصة معلميه في المدرسة، الذين أصروا على أن يشترك في إحدى المسابقات، ليحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية في معرض القاهرة الدولي السابع للابتكار، فضلًا عن المسابقات التي حصدها على مركز المحافظة.