فرت هاربة من مسقط رأسها بالشرقية إلى منزل شقيقتها بمنطقة شبرا الخيمة، بعد أن أثقلت الديون كاهلها، ومطالبات الديّانة بدأت تلاحقها على كل باب، بسبب تغيّب الأب قبل ثلاث سنوات تاركًا خلفه زوجته تواجه أعباء الحياة بمفردها، ونجليه وحيدين بعدما سلبهما الأمن والاستقرار.
سماح إبراهيم حسن، من مركز ديرب نجم بالشرقية، والتي لديها 2 من الأبناء هما: آية وأسامة، تروي في حديثها لـ«الوطن»، أنّ زوجها تركها دون أن تعرف له طريقًا قبل 3 سنوات دون أي مصروفات، لتلجأ إلى طريق الاقتراض لأجل علاج نجلها الطالب بالصف الثالث الإعدادي الذي يعاني من زيادة كهرباء المخ.
ديون «سماح» تصل إلى 200 ألف جنيه
فتح الاقتراض على حياة السيدة الأربعينية بابا من الديون لا ينغلق، فبعد أن اقترضت لعلاج ابنتها، حصلت على الأموال مرة أخرى لأجل مصاريف خِطبة ابنتها، ثم قرضًا لسداد القروض الأولى، حتى وصل إجمالي الديون على «سماح» إلى نحو 200 ألف جنيه تعثرت في سداد أقساطها: «بعت لجوزي ناس عشان يصرف على علاج ابنه وشبكة بنته ويسد معايا الديون قال لهم هم بالنسبة ليا ماتوا».
كثرة الديون تسببت في ملاحقات بشكل متكرر لمنزل السيدة سماح في الشرقية، بعد أن تلقت العديد من التهديدات: «الناس اللي خدت منهم القروض بدأوا يهددوني وكانوا بيجولي على البيت وهددوني في الشغل، والناس ذلتني».
لم تترك سماح إبراهيم بابًا لمساعدتها في سداد ديونها إلا طرقته، حتى أنّها لجأت إلى الجمعيات الخيرية في قريتها: «قالولي أحنا مش بنساعد الغارمات، وروحت لناس قولت لهم همضي على شيكات وأدوني فلوس أسدد عشان الناس اللي بتهددني رفضوا، وبدأت أبيع الموبايل بالخسارة عشان أعرف أساعد نفسي أنا وولادي».
«سماح» ربحت قضية النفقة وزوجها لم ينفذ الحكم
ومع مرور الوقت وزيادة أعباء الحياة، لم تعد تستطع «سماح» تلبية احتياجات أبنائها وسداد أقساط الديون، فلجأت إلى رفع قضية نفقة على زوجها وربحتها، ولكنها لا تعرف مكانه لتتمكن من تنفيذ الحكم عليه، فضلًا عن أنّها مُهددة بالطرد من شقة الزوجية في أي وقت: «الشقة اللي أنا قاعدة فيها أنا وولادي باسم جوزي وممكن يطردنا في أي وقت ويشردنا في الشارع».
وتقطن حاليًا «سماح» في شبرا، ويعولها ونجليها زوج شقيقتها، بعد أن هربت من شقتها في الشرقية إثر تهديدات تلقتها في حال عدم سداد الأقساط، فضلًا عن عدم قدرتها على تجهيز نجلتها «آية» والتي تخرجت في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر وجرى تحديد موعد زفافها في شهر نوفمبر المقبل: «أنا هربانة عند أختي ومش عارفة أرجع شغلي ومش عارفة أجهز بنتي، وكل اللي طالباه من ربنا حد يساعدني أسدد الديون اللي عليا، عشان اتبهدلت وبهدلت ولادي معايا بسبب الديون والقرض».