ليلة القدر لها فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وفيها من الخيرات والرحمات ما لا يعد ولا يحصى، لدرجة أن لها من الفضل والخير ما يفوق الألف شهر كما سطر ذلك القرآن الكريم، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ولذا نقدم لكم خلال هذه السطور علامات ليلة القدر والظواهر الطبيعية التي تحدث فيها.
فضل ليلة القدر
قال تعالى عن فضل ليلة القدر: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» سورة القدر، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» . رواه البخاري (1901) ومسلم (760 )، ومعنى إيمانًا: أي بفضلها وبمشروعية العمل فيها، واحتسابًا: إخلاصًا للنية لله تعالى.
علامات ليلة القدر والظواهر الطبيعية
وعن علامات ليلة القدر والظواهر الطبيعية فقد ورد عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» . رواه البخاري ومسلم، وقال الإمام البخاري تعقيبًا على هذا الحديث : «في هذه الترجمة إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان، ثم في العشر الأخير منه، ثم في أوتاره، لا في ليلة منه بعينها، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها، (فتح الباري 4 / 260 ).
ومن علامات ليلة القدر والظواهر الطبيعية التي تحدث فيها:
- أن تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع» رواه مسلم، وقيل يحدث ذلك لكثرة نزول وصعود وحركة الملائكة فيها فتستر بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها.
- يطلع القمر فيها مثل «شق جفنة»، فعن عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ وَهُوَ مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ».
- هي ليلة معتدلة لا حارة ولا باردة، حيث أخبر صلى الله عليه وسلم بقوله: «ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ» رواه ابن خزيمة وصححه الألباني.
- لا يرمى فيها بنجم، ودليل ذلك ما ثبت عند الطبراني بسند حسن، من حديث واثلة بن الأسقع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنها ليلة بلجة أي: منيرة مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم» أي: لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين.