كان المصريون القدماء يكتبون البرديات بالخط الهيراطيقي القديم، وهو خط مُبسط من الهيروغليفي، واستمروا لمدة تصل إلى 3500 عام في استخدام ذلك الخط في مراسلاتهم وبردياتهم وحياتهم اليومية، ومعها حاول محمد مجدي، مهندس مدني، أن يُعيد ذلك الخط إلى الواجهة من جديد، حفاظًا على الهوية المصرية، فأعلن عن أول لوحة مفاتيح «كيبورد» باللغة الهيراطيقية، على الهاتف المحمول.
الفكرة بدأت لدى «مجدي» منذ عام تقريبًا، حاول خلالها إعادة الخط الهيراطيقي للكتابة مرة أخرى، للحفاظ على الهوية والحضارة المصرية، واستعادة اللغة الفرعونية التي هي أساس الكتابة منذ قديم الأزل: «هدف من أهدافي إن لغتنا ترجع تاني ونكرر الحركة القومية اللي حصلت في بلاد كتير، وزيادة الوعي عند الشعب المصري، وعلشان نعرف الناس أكتر على هويتنا الحقيقة وتاريخنا، واللي أشعل شرارة الفكرة وحمسني على عمل البرنامج، صفحة اسمها النصوص المصرية المقدسة على فيسبوك، وشخص اسمه كريم رع».
عائق أمام «مجدي» تخلص منه باللغة الهيروغليفية
مشكلة كبيرة كانت عائقًا أمام تحقيق فكرة «مجدي»، يحكي لـ«الوطن»: «الخط الهيراطيقي لما تيجي تكتب به على الموبايل أو الكمبيوتر هيظهر لك مربعات فاضية لأن السيستم الأجهزة العالمي مش متعرف عليه عشان يتعمل له يوني كود أو الترميز الموحد محتاج مش أقل من نص مليون جنيه».
كان الخيار لدى «مجدى» لوضع الخط الهيراطيقي على «الكيبورد»، اختيار الخط الهيروغليفي، فله «يوني كود» وتستطيع الأجهزة التعرف عليه، فبدأ في تنفيذ لوحة المفاتيح بالهيروغليفية: «بدأت في تصميم لوحة المفاتيح وكان من ضمن أهدافي برضو، إن المصريين يتعرفوا على اللغة ويحفظوا العلامات ونطقها الصحيح، هيكون إحساس جميل لما المصري بعد كده يكون واقف في معبد، ويقدر يتعرف علي الرموز ويقدر ينطقها».
7 أيام لتصميم «الكيبورد».. وأسبوعان لبرمجته
استغرق تصميم لوحة المفاتيح أسبوعًا واحدًا، والبرمجة استمرت لمدة أسبوعين، وصدر منه أول نسخة لأجهزة الأندرويد، ولا زال يعمل على العديد من التحديثات الجديدة: «في تحديثات جديدة للبرنامج زي إن هضيف 100 علامة جديدة وهعمل نُسخة لأجهزة أبل وهنعمل برنامج جديد للتقويم المصري القديم».
يواجه «مجدي» مشكلة الدعم المادي، فتصميم لوحة المفاتيح وبرمجتها تحتاج إلى أموال طائلة: «الحاجات دي مكلفة جدًا بداية من البرمجة أو رفعها على متجر جوجل».