دراجة بسيطة يضع عليها بعض المشروبات، يحرص على تحضيرها كل صباح، ويقدمها لزبائن بسعر لا يتجاوز الـ10 جنيهات، بوجه بشوش وقلب راض يستقبل الجميع، يستيقظ مبكرًا ويجهز أدواته المعتادة، ويتجول محمد أحمد، صاحب الـ31 عاما، بدراجته، لتبدأ جولته الأولى أمام إحدى المدارس، ومن بعدها يغير وجهته لأحد شوارع الشرقية، ويظل بها لمنتصف الليل.
«محمد» يحول دراجته لمشروع
بدأت رحلة «محمد» مبكرًا، فور تخرجه في كلية التجارة جامعة الأزهر عام 2018، التي قرر بعدها السفر إلى السعودية للعمل، ليقرر العودة من جديد، إلا أن كورونا لم يترك له مجالًا لفتح مشروعه الخاص، بعد تجربته العمل في عدد من القطاعات الخاصة، ليقرر بعدها، العمل بشكل حر من خلال مشروع بيع المشروبات على دراجته، «فكرت في الاستقلال وعمل مشروع خاص بيا لبيع المشروبات، المشروع كلفني 6 آلاف جنيه، بدأت في تنفيذه من حوالي شهر، والحمد لله الإقبال عليه كويس، والناس بتيجي تشتري مني، وبإذن الله الفترة الجاية، نفسي أطور المشروع أكتر، وتبقى دي البداية».
تابع صاحب الـ31 عامًا، أنه يبدأ صباحًا بالتحرك بالدراجة في كل مكان، ومن ثم يستقل أحد الشوارع من الساعة 4 عصرًا حتى الـ12 منتصف الليل، إذ يظل خارج منزله يومًا كاملاً سعيًا وراء الاستقلال، إذ يحرص على الخروج طوال الأسبوع للعمل بشكل يومي، ويأخذ قسط من الراحة يوم الجمعة فقط، ليعاود المواصلة من جديد.
محمد: بساعد نفسي وبوفر مصاريفي
رغب «محمد» عبر مشروعه الخاص لبيع المشروبات، إلى توفير مستلزماته اليومية، والاعتماد على نفسه بشكل كلي، خاصة بعد رغبته في عدم العمل لدى القطاع الخاص: «عايش مع أسرتي ولم أتزوج حتى الآن، بصرف على نفسي وأساعد في البيت، والحمد لله المشروع ماشي كويس ويارب يكمل على خير».