صداقة بدأت منذ 4 سنوات بأحد مراكز ذوي الهمم، واجتمعا في كلية الآداب بجامعة سوهاج فيما تفرقا بين قسمي الجغرافيا والتاريخ، ليكون حفل تخرج الطالبين جرجس ألفي ومحمود خيري شاهدًا على علاقة امتدت أواصرها لأكثر من مجرد صديقين، بعد أن حمل الأول صديقه بين ذراعيه ورقص به وسط تصفيق الحضور.
«جرجس» و«محمود» صداقة منذ 4 سنوات
الطالب جرجس ألفي الذي تخرج في كلية آداب قسم تاريخ بجامعة سوهاج بتقدير جيد جدًا، يروي لـ«الوطن»، كواليس الصورة التي جمعته بصديقه محمود خيري وهو يحمله بين ذراعيه، إذ كان الاثنان في حفل تخرج أقامه مدير المركز عماد الصوينع بالطبل البلدي والمزمار، وفي حضور كل من نائب ورئيس الجامعة، وفجأة حمل «جرجس» الذي يعاني من إعاقة بصرية صديقه «محمود» الذي يعاني هو الآخر من إعاقة حركية جعلته حبيس الكرسي المتحرك.
«ليس ثقيلًا إنّه أخي».. بهذه الكلمات عبّر صاحب الـ29 عامًا عن المشهد الذي أثار إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي والصورة التي تداولها العشرات للصديقين «جرجس» و«محمود»، يقول جرجس ألفي: «أنا لقيت محمود قدامي قاعد على الكرسي وحسيت أنّه مش معانا في الحفلة ومش قادر يشاركنا الفرحة والرقص، فـ شيلته بحسن نية ورقصت بيه وأنا شايله عشان يندمج معانا في الأجواء، ومكنتش متوقع الصورة تنتشر بالشكل ده».
أول لقاء يجمع الصديقين في الإسكندرية
العلاقة التي تجمع بين «جرجس» و«محمود» ليست مجرد صداقة عادية بحسب «جرجس» الذي يقول عن صديقه: «أنا ومحمود أكتر من أخوات وعايشين مع بعض أكتر ما عايشين مع أخواتنا في البيت وبنقعد مع بعض أكتر ما بنقعد مع أهلنا، والفرحة اللي حسيت بيها منه كانت عندي بالدنيا كلها وكانت فرحتي أكتر لما شيلته وشوفت الابتسامة على وشه».
كان 2019 هو العام الذي شهد على بداية صداقة حقيقية بعد أن انطلق الاثنان إلى رحلة لمدينة الإسكندرية تابعة لمركز ذوي الهمم: «أول مرة اتعرفنا كنا في رحلة لإسكندرية ومحمود كان محتاج طلبات قضيتهاله وحبينا بعض جدًا وقربنا أكتر وبقينا صحاب وأكتر من أخوات، ورغم أنّ أنا وهو قسم مختلف في الكلية لكن عمره ما اتأخر عني في أي حاجة محتاجها، واحنا الاتنين بنكمل بعض».