قد يصبح التنمر تحدياً لخلق ما هو جديد، عندما تجد نفسك محكوما بعادات وتقاليد خاطئة حان وقت تغييرها، وهذا ما فعلته رباب حسن، عندما تخلت عن العمل بشهادتها، لتؤسس أول أكاديمية لتعليم السيدات القيادة بشكل احترافي.
«رباب» صاحبة أول فكرة تأسيس فريق من السيدات لتعليم القيادة في مصر بطريقة آمنة ودفاعية، فكانت البداية في عام 2013 بعد شعورها بالتنمر على بعض السيدات لعدم قدرتهن على قيادة السيارات بالشكل المطلوب، لذلك اقترحت على صديقاتها مبادرة خيرية لتعليمهم الأساسيات والوصول بهم لمستوى احترافي، وكان الأمر في البداية بدون مقابل أو عائد مادي، حسب حديثها لـ«الوطن»: «قولت لكذا صديقة ليا اي رايكم ندرب السيدات على السواقة، فشجعوني واتفاجئنا من رد الفعل».
أكاديمية لتعليم النساء قيادة السيارات
كان الإقبال كبيراً لدرجة المبادرة الخيرية تحولت لمشروع مادي، ومن هنا كانت الخطوة لتأسيس أول أكاديمية لتعليم السيدات القيادة، تحت إشراف فريق قوي من النساء يطلق عليه يوتيرن، طبقاً لـ«رباب»: «الموضوع عليه إقبال رهيب لقيت الموضوع بيكبر وداخل في سكة مشروع».
وهناك أخطاء كبيرة تقع فيها بعض السيدات، وهو الاعتقاد بأن الشخص الذي لديه قدرة على قيادة السيارة يصلح لتدريب الآخرين، وهو كلام خالٍ تماماً من الصحة فالأمر يحتاج الأمر إلى مهارة كبيرة: «مش أي حد بيعرف يسوق ينفع يدرب في ناس كتير بتدرب ومعندهاش خبرة في التدريب».
أسس اختيار «الكباتن»
أكاديمية «رباب» ليس الهدف منها الربح المادي فقط، فاختيار «الكباتن» يتم على أساس الخبرة الشخصية ورخصة القيادة والثقة في النفس والجرأة في التعامل، بخلاف كورسات تنمية بشرية للتدريب على أسس منهجية سليمة خالية من أي عشوائي، وهو ما جعلهم في المقدمة: «إحنا كمان بنعمل محاضرات أولاين كمان، وبندي للمدربين شهادات تقدير».
«يوتيرن» مختلف
«يوتيرن» يدرب السيدات بطرق مختلفة عن أي أكاديمية، فالتدريب واقعي مع المتابعة للتدخل السريع في حالة الطوارئ لتفادي أي خطأ متوقع حدوثه: «بنخلي السيدة تسوق الأول في عربية من عندنا وبعدين بنشجعها تجيب واحدة وننزل معها بعربيتنا، وبعد ما بنخلص الكورس مبنسبهاش بنتابعها من خلال جروب عاملينه مع بعض».