“الأكثر تدميرا في العالم”.. دراسة تحذر من هذه الحشرة الخطيرة

06:00 م

الإثنين 19 فبراير 2024

كتب – سيد متولي

حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من الجراد الصحراوي، معتبرة أنه أكثر الآفات المهاجرة تدميرا في العالم، باعتباره تهديدًا متزايدًا بسبب تغير المناخ.

هذه الحشرات قادرة على السفر في أسراب الملايين وتدمير المحاصيل عبر مناطق شاسعة.

ويشير الخبراء إلى أن تفشي الجراد الصحراوي يمكن أن يزداد في تواتره وشدته بسبب أنماط الطقس غير المنتظمة التي تغذيها ظاهرة الاحتباس الحراري.

وعلى وجه الخصوص، وجد الباحثون أن الظواهر الجوية القاسية مثل زيادة هطول الأمطار وظروف الرياح الشديدة قد تؤدي إلى تفشي الجراد الصحراوي بشكل أكبر وأسوأ، بحسب earth.

فاشيات صعبة على نحو متزايد

يتواجد الجراد الصحراوي في المناطق الجافة في شمال وشرق أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، إنها تزدهر في الظروف التي يتبع فيها هطول الأمطار الغزيرة فترات طويلة من الجفاف، هذه الظروف تنتج أرضًا خصبة لتكاثر هذه الآفات.

يحتوي سرب مساحته كيلومتر مربع على 80 مليون جرادة، وفي يوم واحد، يمكن لهذا السرب أن يمحو ما يكفي من المحاصيل الغذائية لإطعام 35000 شخص.

وقال مؤلفو الدراسة إن هذه الفاشيات سيكون من الصعب بشكل متزايد منعها والسيطرة عليها في مناخ دافئ.

النقاط الرئيسية

ومن خلال تحليل الحوادث من عام 1985 إلى عام 2020، تؤكد الدراسة على وجود علاقة كبيرة بين تغير المناخ وتفشي الجراد.

ومن الجدير بالذكر أن الباحثين حددوا عشر دول، بما في ذلك كينيا والمغرب والنيجر واليمن وباكستان، باعتبارها نقاط ساخنة رئيسية بين 48 دولة متأثرة.

يسلط البحث الضوء على أسوأ تفشي للمرض منذ 25 عامًا، والذي ضرب شرق إفريقيا في عامي 2019 و2020.

وتسبب تفشي المرض في أضرار زراعية غير مسبوقة وهدد سبل عيش الملايين من خلال التأثير على الأمن الغذائي .

الظروف المواتية لتفشي المرض

وقال البروفيسور شياوجانج هي من جامعة سنغافورة الوطنية، الذي قاد البحث، إن المزيد من الظواهر الجوية ستضيف عدم القدرة على التنبؤ بتفشي الجراد.

وربط الباحثون حجم تفشي الجراد الصحراوي بظروف الطقس والأرض المحددة، مثل درجة حرارة الهواء، وهطول الأمطار، ورطوبة التربة، وأنماط الرياح.

وتسلط الدراسة الضوء أيضًا على دور ظاهرة النينيو في تفاقم الظروف المواتية لتفشي الجراد.

دوجلاس تالامي هو أستاذ علم الحشرات بجامعة ديلاوير ولم يكن جزءًا من البحث، وأشار إلى أن الطقس غير المنتظم وهطول الأمطار يؤدي إلى طفرات في الغطاء النباتي، وبالتالي يؤدي إلى نمو سكاني هائل في الجراد.

وقال تالامي: “مع زيادة هذا التقلب، من المنطقي التنبؤ بتزايد تفشي الجراد أيضاً”.

التأثيرات الاقتصادية والأمن الغذائي

إن الآثار المالية المترتبة على تفشي الجراد مذهلة، حيث كلفت الأحداث الماضية مئات الملايين من الدولارات في جهود الاستجابة وتسببت في تدمير المحاصيل بالمليارات.

وتسلط هذه الدراسة الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات ضد تغير المناخ.

ويؤكد البحث أيضًا على الحاجة الملحة لاستراتيجيات التكيف لمكافحة خطر تفشي الجراد الصحراوي.

ومع توسع موائل هذه الآفات وزيادة وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة، يواجه المجتمع العالمي تحديًا حاسمًا في حماية أنظمة إنتاج الغذاء من التهديد الذي يلوح في الأفق المتمثل في زيادة نشاط الجراد.

آثار أوسع

وقال البروفيسور هي إن البلدان المتضررة من تفشي الجراد الصحراوي تتصارع بالفعل مع الظواهر المناخية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات وموجات الحرارة، وقد يؤدي التصاعد المحتمل لمخاطر الجراد في هذه المناطق إلى تفاقم التحديات القائمة. “إن الفشل في معالجة هذه المخاطر يمكن أن يزيد من الضغط على أنظمة إنتاج الغذاء ويؤدي إلى تفاقم حدة انعدام الأمن الغذائي العالمي.”

ويأمل أن تساعد هذه الدراسة البلدان على فهم تأثيرات المناخ على الجراد، لا سيما في سياق الأمن الغذائي. كما يحث على تحسين التعاون الإقليمي والقاري للاستجابة بسرعة وبناء أنظمة الإنذار المبكر.

ونُشرت الدراسة في مجلة Science Advances .