علاقات و مجتمع
بأيد ناعمة لا تشبه محترفي تلك المهنة الصعبة، تقف المعلمة «أم نورا»، ممسكة بالأسلحة البيضاء التي تستخدم في تقطيع اللحوم في محلات الجزارة، في مشهد يشبه الأفلام، حيث اعتاد المجتمع على أن تلك المهنة للرجال فقط، لكن تلك السيدة غيرت الصورة النمطية، بعد أن أصبحت أشهر معلمة جزارة في المحلة، وأثبتت أن السيدات قادرات على العمل في المهن الصعبة، والتوفيق بينها وبين العمل في المنزل.
«كان كل همي أساعد جوزي في شغله»، عبارة قالتها أمل رمضان محمد الشهير بـ«أم نورا»، صاحبة الـ45 عام خلال حديثها لـ«الوطن»، لتوضح بها بدايتها مع العمل في الجزارة، فبالرغم من أنها لم تعمل في تلك المهنة من قبل، إلا أنها وبمجرد أن خطت بقدميها شادر الجزارة، تعلمت أسرار المهنة بشكل سريع، حتى ذاع صيتها، لتعرف في أرجاء المحلة بـ «المعلمة أم نورا»: «اتعلمت بسرعة وبحاول أخفف عن الناس».
لم يكن تمكنها من عملها فقط هو السبب في شهرتها تلك، ولكنها تسعى دائما إلى توفير ما يحتاجه الزبائن من لحوم بأسعار مخفضة من خلال المشاركة في منافذ «تحيا مصر»، لتبيع اللحوم بأسعار أقل من التجار الآخرين، حتى يستطيع الكثيرون من مختلف الفئات شراء اللحوم وتناولها، وبالرغم من بيعها للحوم بأسعار مخفضة، إلا أنها تحرص أن تكون اللحوم بجودة عالية، ليأتي لها العديد من راغبي شراء اللحوم من مختلف أرجاء مدينة المحلة، وفقا لها.
«بلاقي صعوبة كبيرة في التوفيق بين البيت والعمل في الجزارة.. بس ربنا بيقدرني عشان براضي الناس»، هكذا عبرت المعلمة «أم نورا»، عن مدى صعوبة التوفيق بين مسئولية المنزل والعمل في تلك المهنة، مشيرة إلى أنها لم تفكر في ترك العمل على الإطلاق، إذ أنها وجدت ذاتها في عملها ذلك، وخصوصا بعد أن أصبحت لها مكانة كبيرة في قلوب الكثيرين وأصبحت أشهر معلمة في المحلة.
