الإفتاء توضح حكم آداب الجلوس مع الأطفال في المنزل: «الستر شرط»

داخل البيوت عادة ما يعيش الآباء بحرية كبيرة أمام أبنائهم، وهو ما قد يثير الحيرة بعض الشيء بشأن ما إذا كان يجوز هذا الأمر في بعض الأحيان أم لا، لذا طرح أحد الأشخاص سؤالا على دار الإفتاء المصرية جاء مضمونه: «ما حكم جلوس الأب بملابس خفيفة أمام أولاده الصغار، ولأي سن يمكنه فعل ذلك إن كان جائزًا؟».

وأوضحت أمانة الفتوى الجواب، عبر البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء المصرية، مستشهدة بقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [النور: 58].

وتابعت أمانة الفتوى لافتة إلى أن العلامة ابن عاشور، قال في كتاب «التحوير والتنوير»، إن هذه الأوقات يتجرد فيها أهل البيت من ثيابهم، أي ما يعني التخفف منها، فكان من القبيح أن يرى الأطفال عوراتهم؛ لأن هذا المنظر ينطبع في نفس الطفل، لأنه لم يعتد على رؤيته، فضلا عن وجوب تنشأة الأطفال على ستر العورة، حتى يكون ذلك كالسجية فيهم إذا كبروا.

وأوضحت أمانة الفتوى، أن الأدب مع الأطفال يعني منعهم من الاطلاع على العورات، حتى يتعودوا على سترها في الكبر.

واختتمت الإفتاء جوابها لافتة إلى أن الطفل الذي لا يميز فلا حرج في عدم التستر منه، إذ قال الإمام ابن قدامة الحنبلي في كتاب «المغني»: «فأما الغلام، فما دام طفلًا غير مميز لا يجب الاستتار منه في شيء»، كما قال الشيخ زكريا الأنصاري في كتاب «شرح البهجة»: «الطفل الذي لا يحسن حكاية ما يراه يجوز كشف العورة عنده».