علاقات و مجتمع
عندما أجبرتها تجربة السرطان الصعبة، على الاختيار بين الاستسلام والمواجهة، قررت أن تواجه زائرها الثقيل على القلب بروح مرحة ومبادرات دعم رفقة الأصدقاء والأسرة، الذين لم تتخلوا عن دعمها، وداخل قاعة كبيرة في منطقة وسط البلد بمحافظة القاهرة، تضم عشرات الأطباء والممرضين ومحاربي سرطان مروا بتجارب مختلفة، أعلنت جيهان الأصيل، عضو مؤسس ومدير العمليات في المجلس المصري للمريض الخبير، رفقة صديقتها إسراء السيد، إطلاق مبادرة داعمة لمرضى السرطان والمتعافين من رحلة الكيماوي، من خلال دراسة الأبحاث التي تساعدهم على التطوع في تقديم الدعم النفسي.
تجربة «جيهان» مع المرض ودعم المحاربات
اكتشاف «جيهان» للمرض اللعين لم يكن سهلاً، فقد جائها زائرها الخبيث في 2015 رفقة زوجة أخيها التي شاركتها المرض وحكايات قضتها بين المرضى، ما ساعدها على إنشاء علاقة وطيدة بينهن، وبعد التعافي عاد إليها السرطان مجددا في 2022، لكنها هذه المرة قررت أن تجعل لوجودة أثرا في حياة الناس.
وتروي لـ«الوطن»: «جالي كانسر من 2015، ورجع في 2022، وبدأت رحلة العلاج مع مجموعة من المرضى، وبدأنا الدعم النفسي في المكان اللي إحنا فيه، ولما نزلنا الأماكن الأخرى لعلاج السرطان ملقناش تجمعات الدعم للمرضى، عملنا مبادرة للدعم الاجتماعي، ومن هنا نزلنا للمرضى نقدم لهم الدعم».
«مع الوقت لقينا احتياجات المرضى بتزيد عن قدراتنا وقتها، زي الدوا والبدايل أو العلاج الإشعاعي، وفي أماكن تانية متقدرش تدخلنا عشان التصريحات والورق الرسمي»، تحكي «جيهان»، مؤكدة أنها من تلك النقطة بدأت العمل على مشروع أكبر يدعم محاربي السرطان، وهو مؤسسة «كانسر كير» و«المريض الخبير».
تفاصيل مبادرة «المريض الخبير»
تستكمل «جيهان» تفاصيل الرحلة التي جعلتها تبدأ بالفعل دعم المتعافين من السرطان، ليكونوا خبراء يكملون عمل الأطباء، بالتعاون مع المنظمات الصحية والجامعة الأمريكية والأمانة العامة للأمم المتحدة، إذ ناقشت فكرتها لإلحاق المتعافين من السرطان بالجامعة الأمريكية، ليدرس فيها الأبحاث التي تؤهلة لإعطاء النصيحة بشكل طبي والدعم النفسي.
تقول محاربة السرطان: «في 2020 كنت أول خريجة من أول مدرسة لريادة الأعمال في الشرق الأوسط، وكنت أول دفعة، وقررت أنفذ مشروع الريادة بتاعي وهو (كانسر كير)، كان في وقت صعب أوي، وقت كورونا، كنا وقتها بنعمل إطعام للعمالة المؤقتة والمرضى، نقولهم استنونا مثلا في ميدان السيدة عائشة عشان منعملش تجمعات، وبالفعل الشغل الرسمي كان في 2021، الكورس اللي أخدته هو نفسه اللي بطبقه في المؤسسة، وبيشتغل على الاحتياجات النفسية والجسدية لمريض السرطان».
وبالنسبة للمادة العلمية التي يدرسها المريض الخبير، توضح «جيهان»: «تشمل مناهج البحث من خلال مجموعة من الدراسات تطلع باحث واحد يجمع معلومات، ملوش علاقة بالدكتور بس بيساعده في تقديم دعم ومعلومة صحيحة للمريض، وفي مواد مؤهلة تخليهم يدرسوا مناهج البحث، ويقدر يكون في مكان طبي يتابع الخدمات وشركات الأدوية، بعد نجاح الدراسة تقدر تستعين بينا كباحثين».