علاقات و مجتمع
حدث ضخم استعدت له البلاد العربية أجمع، التأهب والترقب كان المشهد المسيطر على الجميع، تحضيرات عدة كانت تدور داخل القصر الملكي الهاشمي، استعدادا لزواج ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله ورجوة آل سيف، الفرحة تعم الأرجاء، الملكة الأم رانيا العبد الله كانت تستعد لاستقبال زوجة الابن الأميرة رجوة بحفاوة بالغة، تباشر جميع التحضيرات بنفسها، قلبها يشع حيوية وإشراق فمن يضاهي فرحتها بعد، اللطف والإشادة بالعروس كانت تظهر عليها بوضوح حتى بدأت المراسم الفعلية للزواج من ليلة الحناء التي نالت إعجاب الجميع.
«نفرح بأحلى رجوة، وفرحتنا ما بتكمل بدون أهلنا»، عبارة دونتها الملكة رانيا العبد الله، احتفالا بزواج ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله، والأميرة رجوة، عبر حسابها على موقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام»، بصورة مبهجة تجمع بينهما، حيث كانت تضمها لصدرها كما لو كانت هي أم العروس، وسط حفاوة من الحضور، خلال الاحتفال بحفل الحناء.
ليلة الحناء تقليد من التراث تتناقله الأجيال من الأجداد، وهو ما حرصت عليه العائلة الملكية الهاشمية، في عرس ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، والتي زينته سيدة الحناء الأربعينية أمينة طقاطقة، التي رسمت نقوش الفرح والحناء على أيدي الحضور، إذ حالفها الحظ لحضور ذلك الحفل العريق.
مصممة الحناء تكشف كواليس حنة الاميرة رجوة
سيدة الحناء الأربعينية أمينة طقاطقة، كشفت لـ«الوطن» كواليس يوم حناء الأميرة رجوة الحسين، قبل زفافها على ولي العهد وسط التحضيرات الهائلة من الملكة رانيا، قائلة: «اتصل منظمو الحفل بي للحضور إلى حفلة حنة الأميرة ايمان بنت عبدالله، في مارس الماضي والاتفاق على موعد اللقاء مع مصممة الأثواب التي سوف نرتديها لتكون مناسبه لأجواء الحفلة وما يناسب التراث الأردني في هذا الحفل الفخم وتحديد مكان الحفل في قصر الحسينية والتاريخ والوقت وجاء موعد هذا الحفل وكانت من أجمل الليالي والحفلات التي حضرتها خاصة عند لقاء الملكة رانيا العبدالله أم الحسين».
بعمر الـ18 عاما، بدأت رحلة السيدة الأردنية «أمينة» تعلم رسم ونقش الحناء، حتى ذاع صيتها ووصلت للملوك والأمراء، مضيفة: «في بداياتي كانت هواية كوني رسامة ارسم لوحات وعلى الخشب والزجاج، ثم لاحظت الأقبال عليها وحب النساء لها فأصبحت بالنسبة لي مهنة».
ضيف أساسي في حفلات حناء الأميرات والملكات
كانت سيدة الحناء، واحدة ممن شهدن الاحتفال المسبق داخل القصر الملكي، أثناء زفاف الأميرة إيمان في مارس الماضي، ما جعلهم يقررون دعوتها من جديد لتوثق الحدث الضخم الجديد وهو زفاف ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله، والأميرة رجوة، مضيفة: «لقد قمنا بالرسم لبعض من الأميرات والشريفات والضيوف بجميع النقشات حسب طلب الضيوف الكرام مثل رسمة السنبلة ورسمات التطريز المستوحاة من الأثواب الأردنية، آنذاك، وهناك التقيت بالأميرة رجوة».
نقوش على اليد بعبارة نفرح بالحسين
بعد تحديد موعد ليلة حناء الأميرة رجوة، عادت من جديد السيدة أمينة طقاطقة الدخول للقصر الملكي، لرسم ونقش الحناء للحضور والأميرات والملكات قبل حفل الزفاف، قائلة: «جاء بعد ذلك التحضيرات لعرس ولي العهد سمو الأمير الحسين وسمو الأميرة رجوة حيث تم عمل احتفالات في كل محافظات المملكة وتم الاتصال بي للذهاب إلى محافظة العقبة للقيام باحتفال كبير من مغنيين وأجواء الفرح وهدايا لكل الحضور وقمنا برسم الحناء أنا وابنتي أيضا لأنها رسامة حنة مثلي بأجمل النقوش أيضا المستوحاة من الأثواب التراثية الأردنية والكتابات خاصة عبارة نفرح بالحسين، تعبيرا عن فرحهم بهذه المناسبة».
كعادتها الملكة رانيا توصف بالتواضع الشديد في التعامل مع مختلف الأشخاص وهو ما لمسته سيدة الحناء الأردنية، أثناء المناسبات التي تمت دعوتها بها للعائلة الملكية، مضيفة: «الملكة هي الإنسانة الغالية على قلوب كل الأردنيين، قامت بالتسليم والثناء على عملنا والتقدير وكلمات الشكر لنا للحضور ومشاركتها كما أثنت أيضا صاحبات السمو الملكي والعائلة الهاشمية والشريفات، جميعهم عائلة كلها إنسانية وتواضع».
العادات المتعارف عليها ومواد طبيعية للحناء
وعن العادات المتوارثة في ليلة الحناء قالت السيدة الأربعينية: «من عاداتنا في طقوس الحنة المحافظة على التراث من لباس الأثواب المطرزة وصنع سلات من القش ووضع فيها الحناء والشموع والورد والحلويات التي تحملها العروس أقاربها وصديقاتها، يصاحبها أغاني تراثية والرقص عليها مثل أغنية (بالورد والحنة رشو العرايس)، تطورت نقشات الحنة، في الماضي لم يكون نقش ورسم على الأيادي برسمات معينة بل كان النساء يضعون الحناء بشكل عشوائي في باطن اليد وعلى الأصابع اما الآن تطورت برسم نقشات كثيره ومتنوعة على الجسم، يتم خلط الحناء مع الماء وبعض المواد مثل الكركديه وزيت الزيتون لإعطائها لون الأحمر الجميل».
