علاقات و مجتمع
بطريقة محترفة تعيد الحياة إلى الأثاث القديم، وتزينه بألوان وتصميمات يكون فيها شكله أقرب إلى الجديد وغير المستهلك، فبدلاً من التخلص منه، تضفي «هبة الله» العشرينية عليه الجمال، من خلال رسوماتها المبدعة، يكفي فقط أن تطلب منها ذلك عبر أي محافظة بمصر، كما تطوعت الفنانة في أكثر من حملة مجانية لرسم لوحات فنية على جدار إحدى الجمعيات الخاصة بالمعاقين في حلوان.
«هبة» تعيد تجديد الأثاث بأسعار رمزية
منذ عام 2018، قررت هبة الله محمد، البالغة من العمر 28 عامًا، خلال عامها الأخير قبل التخرج في كلية التربية الفنية، أن تشارك في إعادة الشكل الجمالي لحديقة الحيوان بالجيزة، فصممت جداريات بمختلف الأشكال، لاقت الإعجاب من الجميع، لتبدأ بعدها في عام 2020، مشروعا خاصا بها تحت اسم «ديزيناتشو».
وخلال ذلك المشروع، تعيد فيه «هبة» تصميم وتلوين خزائن الملابس، الأسرَّة، والغرف القديمة، وتحولها إلى أخرى جديدة، بأسعار رمزية تناسب جميع فئات المجتمع، لتحارب بذلك ارتفاع الأسعار، وتساعد الشباب أو الأسر التي ترغب في إضفاء البهجة على منازلهم، ولكن ليس لديهم قدر كافٍ من المال لتحقيق ذلك، بحسب ما ذكرته «هبة» لـ«هن»: «في البداية بنت طلبت مني إنها حابة تغير غرفتها ومعهاش مبلغ يناسب ده، فساعدتها وغيرت شكلها بالكامل، ومن هنا الناس بدأت تعرف عن شغلي وتبعتلي، وأسست براند خاص بيا اسمه ديزيناتشو».
«هبة» مثال يحتذى به في قوة المرأة المصرية
استطاعت أن تكون ربة منزل ولديها عملها الخاص، وفي طريقها لإنهاء دراستها في الماجستير بقسم التصميم، وكل ذلك بجانب كونها أم طفلة صغيرة تبلغ من العمر عاما ونصف، فكانت في معظم الأحيان تحملها على يديها بينما تعمل وتزين الأثاث بالألوان، وأوقات أخرى تخشى عليها من رائحة «الدوكو»، تحديات واجهتها «هبة» إلا أن زوجها كان الداعم الأول لها، وساعدها خلال مسيرتها العملية: «زوجي كان أكتر حد داعم ليا وعاوزني أكبر في شغلي رغم إن مجاله مختلف تماما عني، ومن بداية الخطوبة وهو معايا خطوة بخطوة وكان بيساعدني في تجميل الحديقة عام 2020 وبيختار معايا الديزينات، وهو صاحب فكرة اسم المشروع بتاعي».