علاقات و مجتمع
«مفيش فكة.. خد بالباقي لبان».. عادة جرت بين التجار، ومهما دارت السنين، واختلف الزمن، بات هذا الأمر راسخًا في أذهان الباعة وربما اعتاد الزبائن أيضًا على الأمر، إلا البعض قرر ادخار «الفكة»، لتحقيق بعض الأحلام حتى وإن كانت بسيطة.
جيهان دويك، 21 عامًا، قررت تغيير الواقع الذي يفرضه الباعة على الزبائن، والسير عكس التيار، بل والإدخار من «الفكة» داخل «حصالة» لتحقيق أحلامها وآمالها في السفر: «أنا من الناس اللي بتحب السفر جدًا بس في نفس الوقت بحب اعتمد على نفسي، ولأني لسة طالبة فمش عارفة اشتغل إلا بشكل جزئي، عشان كدا قررت استغل الفكة اللي في الغالب بجيب بيها حاجات من السوبر ماركت مش أساسية، وأحوشها في بطرمان أو حصالة، عشان اعرف أسافر زي مانا عاوزة».
منذ عام و9 أشهر، بدأت حكاية «جيهان» مع إدخار النقود المتبقية «الفكة»، وعلى الرغم من سخرية الكثير منها إلا إنها لم تتوقف مُطلقًا: «كان بيكون في تريقة كتير، خاصة إن ممكن احوش في اليوم جنيه بس، لكن مكنش بيفرق معايا لأني كنت حابه السفر جدًا و دي الحاجه اللي بتخليني مبسوطة، وعادي أحوش شهور وأسابيع بس اعمل اللي نفسي فيه».
أول سفرية بـ 450 جنيه
تتذكر «جيهان» خلال حديثها لـ «هُن» كواليس أول سفرية منذ عام و9 أشهر، إذ اتجهت من الجيزة محل سكنها إلى السويس: «أول سفريه ليا من الفكه كانت السويس مع اصحابي الصينين، عرفوني قبلها بفترة انهم جايين مصر فحوشت، وجمعت حوالي 450 جنيه، واتحركت من الجيزه للسويس مواصلات، وهناك أكلت سمك وكمان رحلة يخت وشاطئ، ومن هنا بدأت الحكايه بقيت كل شويه أحوش على قد ما أقدر».
سافرت 6 محافظات
لم تتوقف رحلات «جيهان» عن محافظة السويس، فقد واصلت هوايتها في «تحويش الفكة» واستخدامها لـ زيارة مناطق مختلفة والاحتفاء بمظاهر طبيعية وسياحية، وقالت: «بحب الطبيعة والتاريخ جدًا، وزورت الدقهلية والشرقية وأسيوط، ومطروح والأقصر، وطبعًا بيساعدني في توفير المصاريف كارنيه الكلية بتاعتي، اللي بدخل به أي مكان آثري».
أقصى مبلغ كان 4000
8 أشهر كانت أقصى فترة قضتها الفتاة العشرينية في الإدخار، بعدها توجهت إلى مطروح: «اقصي مبلغ حوشته كان 4000 جنيه في 8 شهور من الفكه، وسافرت بيهم مطروح، وروحت هناك القرية البدوية، ومتحف مطروح، ومتحف روميل، وشواطئ كتير هناك».
خطط كثيرة تسعى الفتاة لتحقيقها بنفس الطريقة، وتحاول مشاركتها مع الجميع: «بشارك تجاربي مع الناس وخاصة الطلبة، وبقولهم متاخدوش من البياعين لبان بالباقي وسافروا، وبخطط أروح الفيوم الفترة الجاية، من الفلوس اللي في البرطمان».
