علاقات و مجتمع
في تمام الساعة الثانية عشر عقب منتصف الليل، وداخل أحد المستشفيات الخاصة ببني سويف، ترك الممرض محمد يسري، مهامه بالعمل ليقرر احتضان طفلة رضيعة في الحضانة في محاولات لتهدئتها من البكاء، في مشهد جسد معاني الأبوة، وليس مجرد حالة موظف ومريضة.
صورة باتت تضج بمواقع التواصل الاجتماعي، لصاحبها محمد يسري، ممرض في مستشفى خاص ببني سويف، مشيدين بتلك اللقطة التي التقطها البعض له لتوثيقها.
شعور غريب سيطر على صاحب الصورة، تحدث عنه، لـ«هن»: «أنا طالب في رابعة كلية التمريض، وقررت اشتغل من الدراسة في مستشفى خاص، وأنا بطبيعتي مقدرش أتأخر عن طفل لأني شغال حضانات ورعاية أطفال ودي حاجة محتاجة رعاية كبيرة».
الطفلة تعاني من التهاب رئوي وتعيش على المحاليل
حالة صحية متأخرة تعاني منها الطفلة الرضيعة التي ظهرت بالصورة رفقة الممرض، دفعته لرعايته لها وتقديم سبل الدعم والراحة اللازمة: «الطفلة اللي أنا شايلها في الصورة كانت في الحضّانة مع طفلين كمان، لكن هي بدأت تصرخ جامد، لأن عندها التهاب رئوي ومش بترضع، فعايشة على المحاليل وفي الرعاية المركزة، حاولت أحايلها وابدأ في الإجراءات اللازمة عشان تهدأ وتستجيب للعلاج وفعلًا ده حصل».
الصورة منذ 15 يومًا
لم يهمل زملاء «محمد» اللقطة إلا ووثقوها بالهاتف لتضج مواقع التواصل الاجتماعي: «اتفاجئت أن زمايلي صوروني من اسبوعين في الليل، وبدأت الصورة تنتشر ووصلت لأهل الطفلة اللي في لحظتها اتطمنوا على بنتهم وأنها بتتحسن، لأنها كانت بتتحط على جهاز تنفس صناعي ودايمًا القلق محاوطهم».
«محمد»: براعي ربنا في شغلي
فرحة كبيرة سيطرت على «محمد» مع انتشار الصورة، وتعليقات الرواد الإيجابية، بحسب ما أوضحه لـ«هن»: «فرحت جدًا واتفاجئت ومش عارف إزاي الصورة انتشرت، والناس كلها، كلامها إيجابي الحمد لله، وده لأني دايمًا براعي ربنا في شغلي وفي الأطفال اللي بتعامل معاها، اللي بيكونوا بين الحياة والموت، ولازم أديهم أفضل ما عندي».