«نصرة» اسم على مسمى.. تحدت ضمور العضلات وفتحت مشروعها الخاص

بوجه بشوش ونظرة جميلة وضحكة تسري بك الهدوء وتؤدي بك إلى السعي نصرة المغربي، فتاة الإسكندرية ولدت بضمور العضلات بقدر من الله لوضعها في إمتحان تحاول الإجابة عنه طيلة حياتها حتى وصلت إلى أن تعكس الإجابة في إصرارها على شكل نجاحات فهي لم تستسلم لضمور العضلات الذي لم تعتبره إعاقة أبدًا.

فبدات رحلة نصرة عند ولادتها بـ ضمور العضلات بيدين ورجلين لا تستطيع التحرك وترددت على كثير من المستشفيات ولكن دون جدوى، فقالت نصرة «أستسلمنا لقدر الله بعد ترددنا على مستشفيات كثيرة ولكن كان لحياتي شكل ومعنى ثاني يريده لي الله فاستسلمت للواقع»، حاولت والدة نصرة بعد ذلك أن تُحصل نصرة تعليمها الدراسي ومع معوقات كثيرة رأيت أنه يجب أن تعلم نفسها القراءة والكتابة بالمنزل.

رحلة نصرة في الحصول على الشهادة الإعدادية والثانوية

في محاولة لها أن تأبى أن يظهر عليها ملامح غير الإصرار والتحدي قدمت في هيئة تعليم الكبار في جليم للحصول على الشهادة الإعدادية لكي تحصل المرحلة الثانوية لهدفها أن تكمل تعليمها الجامعي في كلية التجارة للوصول إلى حلمها في تحقيق البيزنيس الخاص بها في البيع والشراء، وبالفعل حصلت على الشهادة الإعدادية وتحدت العقبات في عدم قبول المدارس الثانوية لها لإعاقتها ظنًا إنها تحتاج لأحد يساعدها في الكتابة، لأنهم كانوا لا يعرفون أنها تكتب من خلال فمها.

وأثبتت في إصرار منها وتوقف عن سماع كلمات الإحباط أنها لا تحتاج إلى مساعدة وقدمت إلى المسؤولين للحصول على الشهادة الثانوية، وبالفعل تم قبولها وتحملت المسئولية الكاملة في الحصول على شهادة التعليم التجاري ونجحت في المعادلة حتى وصلت إلى كلية التجارة أو الأعمال حاليًا بجامعة الإسكندرية وهي الآن بالفرقة الثانية.

نصرة تتحدى الإعاقة وتتخلى عن الكرسي المتحرك

وخلال رحلة نصرة قررت أن تتخلى عن الكرسي المتحرك وذلك لأن بوردة الكرسي الكهربائي كانت تحملهم الكثير من التكاليف، ولأنها أيضًا كانت تريد أن تسير بمفردها على رجليها كجميع الناس، وقالت نصرة لـ«هن»: «لقد تلقيت الكثير من كلمات اليأس والكثير من التنمر وعدم الدعم، كنت أشعر بالخوف في كل يوم أنزل فيه إلى الشارع، ولكن القليل من الدعم جعلني أواجه صعوبة الأمر».

واستمرت نصرة في المشي على ركبتيها والكتابة بفمها، وبدأت في المشروع الخاص بها في عام 2014 في بيع مستحضرات التجميل عبر الإنترنت واجهت الكثير من الصعوبات في أول الأمر لقلة وجود المنتجات والأموال، لكن سرعان ما لاقت مساعدة الكثير من أصحاب المحال ومن الفتيات وبدأ المشروع في النجاح، وهي تحلم أن تصل إلى فتح الكثير من المحال الخاصة ببيع مستحضرات التجميل.

كما أنها لديها موهبة الكتابة والقراءة وساعدتها هذه المواهب في أن تفعل صفحة لها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وأطلقت عليها الملهمة لتحكي عليها حكاياتها وتلهم الآخرين بقصتها ومشاركة يومياتها كل يوم وتصوير ما تفعله والمشاركة بعبارات إيجابية لتلهم الآخرين بحياة أفضل يتوجها السعي.