اظهار الاسلام وابطان الكفر

اظهار الاسلام وابطان الكفر هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، إنّ دين الإسلام هو آخر الدّيانات السّماويّة قد جاء مكمّلاً لها وناسخاً للتّعاليم الّتي جاءت فيها وهو دينٌ له أركانٌ وفروضٌ وواجبات، وتعني كلمة الإسلام توحيد الله جلّ وعلا وطاعته فيما أمر ونبذ الشّرك والكفر وتسليم العقل والقلب بوحدانيّة الله تعالى.[1]

مفهوم النفاق

يعرّف النفاق على أن يختلف ظاهر الإنسان عن باطنه فيكتم شيئاً ويظهر عكسه وهو ستر الكفر في باطن القلب والعقل وإظهار الإسلام والإيمان فالمنافق لعوبٌ ومحتالٌ ولا يثبت على قولٍ ولا كلمة، والنفاق لم تكن من الكلمات المستخدمة أو المعروفة في الجاهليّة فتعدّ كلمة النفاق هي مفهومٌ إسلاميٌّ وأصل كلمة النفاق في اللّغة العربيّة  هو النّفق أي الهرب والتّستّر والإخفاء، وبدأ النفاق بالظّهور مع انتشار الإسلام في بقاع الأرض فخاف اليهود من عظمة قوّة الإسلام وسيطرته فادّعوا الإسلام في ظاهرهم وأسرّوا الكفر في أنفسهم ولم يكن اليهود هم وحدهم من المنافقين بل كان منهم من كان في قلبه مرضٌ وضعفٌ في إيمانه بالله عزّ وجلّ، وقد أعدّ الله تعالى للمنافقين عذاباً شديداً في النّار لأن النفاق أشدّ وأعظم من الكفر فمفهوم النفاق يتلخّص في أنّه اظهار الاسلام للعلن وابطان الكفر وإخفاؤه في القلب والله أعلم.[2]

اظهار الاسلام وابطان الكفر

اظهار الاسلام وابطان الكفر هو تعريف النفاق، والنفاق هو مرضٌ في القلب وعمىً في البصيرة أصاب اليهود ومن هم ضعيفو الإيمان بالله تعالى عند  مجيء الإسلام وانتشاره وذنب النفاق أشدّ وأكبر من الكفر بالله تعالى و ذكرهم الله تعالى في مواضع كثيرةٍ في القرآن الكريم ووعدهم بالعذاب في نار جهنّم خالدين فيها والعياذ بالله ووصفهم بأنّهم هم الفاسقون  وقد كشف الله تعالى مكرهم للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وحذّره منهم فمن صفاتهم نقض الوعود والعهود والخيانة وموالاة أعداء الله والكذب كما أنّهم يسخرون من دين الإسلام وبالرّسل كما أنّ من صفاتهم المشهورة والمعروفة بخلهم بانفاق المال والأفعال المنكرة الّتي يمارسونها بكثرةٍ فينهون عن كلّ ما هو خيرٌ ويأمرون بعضهم بالمنكرات والمعاصي، وقد شكّل المنافقون خطراً وتهديداً على الإسلام  في عهد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام فقد نزل أمر الله تعالى لرسوله عليه الصّلاة والسّلام بجهادهم ومحاربتهم والله ورسوله أعلم.[3]

أنواع النفاق

إن النفاق هو اظهار الاسلام وابطان الكفر وهو أسوأ أنواع الكفر كما أنّ له درجاتٌ قد أقرّ بها العلماء المسلمون، وقد يتساءل البعض عن النفاق وأنواعه، فللنّفاق نوعين هما:[4]

• النفاق الأكبر: وسمّي النفاق الاعتقادي وهو النّفاق الّذي يخالف كلّ المعتقدات الإسلاميّة ويخالف حقيقة الإيمان والتّوحيد فيظهر المنافق إيمانه ويكتم كفره بالله جلّ وعلا في قلبه وهذا النّوع  يخرج صاحبه من ملّة الإسلام ويودي به إلى الدّرك الأسفل من النّار كما ورد في القرآن الكريم خالداً مخلّداً به إلّا إن تاب وآمن فإن الله جلّ وعلا  يغفر له و يتوب عليه بإذن الله تعالى.
• النفاق الأصغر: وصفه العلماء المسلمون بأنّه النفاق العملي الّذي يمهّد الطّريق للوصول إلى النفاق الأكبر وهذا النّوع لا يخرج صاحبه من ملّة الإسلام ولا يخلّده في نار جهنّم لأنّ حقيقة الإيمان وأصله راسخةٌ في قلبه لكنّ النّفاق يتجسّد بأفعاله وأقواله ويعذّبه الله تعالى يوم القيامة على معاصيه كسائر المسلمين العاصين وله نصيبٌ من الشّفاعة بإذن من الله تعالى.

وقد حذّر الله تعالى المسلمين من المنافقين ليجنّبهم خداعهم ومكرهم وبيّن لهم جميع صفاتهم في القرآن الكريم، لكنّ المنافقين يعامَلون معاملة المسلمين في الدّنيا فلا أحد يعلم ما في نفوسهم فتطبَّق عليهم أحكام الإسلام إن لم يُظهِروا العداء أو الكفر والله أعلم.

علامات النفاق العملي

إنّ النفاق العملي أو النفاق الأصغر هو نفاق في أقوال اللّسان وأعمال الجوارح لكنّه لا ينفي حقيقة الإيمان ولا يكذّبها بل هي راسخةٌ في قلب من نافق النفاق الأصغر وقد ورد في أحاديث النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام صفات وعلامات النفاق الأصغر ومنها:[4]

• الإخلاف بالوعود ونقض العهود.
• الرّياء في الأعمال والأقوال.
• والخيانة و الفجور في الخصومة.
• والعداء وإظهار المحبّة والمودّة للمسلمين وتقديم المساعدة لهم مع إسرار الكره لهم في القلب وقد حذّر الرّسول عليه الصّلاة والسّلام من هذه الصّفات فمن كانت فيه كان منافقاً والعياذ بالله ووجبت عليه التّوبة والرّجوع إلى الله تعالى والابتعاد عنها والله أعلم.

علامات النفاق الاعتقادي

اظهار الاسلام وابطان الكفرهو مفهوم النفاق ومن أنواعه النفاق الاعتقادي وهذا النّوع يخرج صاحبه من الإسلام ويحرمه من الشّفاعة ويخلد في نار جهنّم يوم القيامة والعياذ بالله لأنّه تكذيبٌ لوحدانيّة الله تعالى ووجوده وينافي معنى الإسلام ومن علامات هذا النّوع من النّفاق:[4]

• الكفر بالله تعالى وانعدام الإيمان بوجوده جلّ وعلا.
• وتكذيب ما جاء به النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام من الأحكام الشّرعيّة.
• الانحياز لأعداء الإسلام ومعاداة المسلمين وكرههم والفرح لمصائبهم.
• وكذلك الاستهزاء بالله تعالى ورسوله والعياذ بالله.
• ومن الصّفات أيضاً الإعراض عن الدّين وأحكامه والإيمان بمعتقدات الكفّار والله أعلم.

عقيدة التوحيد

جاءت الرّسالات السّماويّة بهدفٍ واحدٍ مشتركٍ فيما بينها وهو نشر عقيدة التوحيد في أنحاء الأرض بين النّاس وتحذير النّاس من الشّرك والكفر والعياذ بالله، وقد بعث الله تعالى الرّسل والأنبياء عليهم السّلام أجمعين لهذا الهدف السّامي وعلى النّاس أن يؤمنوا بالله جلّ وعلا ويوحدّوه وألّا يشركوا به ويطيعوا أوامره قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}،[5] وجاءت كلّ رسالةٍ مكمّلةً للّتي سبقتها لكن مع أولويّة نشر عقيدة التوحيد بين النّاس ثمّ إصلاح وتعميم الأحكام الشّرعيّة الأخرى في جميع الأمور، وما إن يحيد النّاس عن طرق العقيدة الصّحيح  سرعان ما ينتشر الفساد والطّغيان والبدع والإحداث في الدّين والله أعلم.[6]

اظهار الاسلام وابطان الكفر مقالٌ تحدّث عن مفهوم النفاق واظهار الاسلام وابطان الكفر كما تحدُ عن أنواع النفاق وعلامات النفاق العملي وعلامات النفاق الاعتقادي كذلك ورد فيه ذكر عقيدة التوحيد في الرّسالات السّماوية.